مطلقاً أي : منيّ.
(أمشاج) : أخلاط من ماء الرجل وماء المرأة في الرحم ، أو من الطبائع الأربع كما قيل(١) ، جمع قلّة لمشيج ، أو مشج كخلط ، أو خليط في حكم الآحاد ، فجاز وصف المفرد به ، من مقولة : بُرمَةُ أعشار ، وثَوبُ أسمال.
أو مفرد ، كما قاله جمع ، منهم سيبويه ، مستشهداً بقوله تعالى : (مَا فِي بُطُونِهِ) ، والضمير للأنعام ، ولعلّ منظورهم أنّه جاء مفرداً ، إذ لا ريب في مجيئه جمعاً مطلقاً ، وفي خصوص الاستشهاد ففي موضع آخر (ممّا في بطونه) ، أو هو مفرد من الجموع في الأحكام ، فيؤول إلى الأوّل(٢) ، فتأمّل. فلعلّ مبنى الأوّل على أنّه يُجمع كالمفرد على أفاعيل ونحوه.
التحقيق : إنّه ليس يجمع ، فإنّ الجمع هو تكرير الواحد ذوات متعدّدة ، وأعشار مثلاً إنّما قصد به الذات الوحدانيّة المتقطّعة قطعاً ، ثمّ البدليّة احتمال واضح ، وهو في عداد الأسماء ، كما يدلّ عليه إيراده مع مفردته في المهذّب ، وكذا الحمل اشتقاقاً بتأويل ذات ، وهو الذي يلائم تفسيرها بأطوار نطفة فعلقة فمضغة ، كما عن قتادة ، وبعروق عن ابن مسعود ، وبألوان أبيض وأصفر ثمّ أخضر ، وقيل : أبيض وأحمر وأخضر وأحمر(٣).
__________________
(١) اُنظر التبيان للطوسي ٩ / ٤٣٣ ، ومجمع البيان للطبرسي ١٠ / ٢٣٧.
(٢) منهم العكبري في إملاء ما منّ به الرحمن ٢ / ٢٧٥ ، وسيبويه في كتابه ٣ / ٢٣٠.
(٣) اُنظر تفسير جامع البيان للطبري ٢٩ / ١٢٧ ، والتبيان للطوسي ١٠ / ٢٠٦ ، ومجمع البيان للطبرسي ١٠ / ٢٣٧.