في ديّة الجنين(١) ، مع ظهوره في أنّ التّمام بعد الأربعة ، لكن يظهر من كلامهم في التغسيل أنّ السقط إذا لم تلجه الروح ، وفسّروه بقصور سنّه عن أربعة أشهر لم يجب تغسيله ولوجها بالأربعة ، فتأمّل ولا تغفل من دلالة مثله على عموم القدرة إن لاحظته حقّ اللّحاظ ، فتبيّن لك الأمر.
قال الله تعالى : (وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ)(٢).
وفي الحديث في قول الله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ الله مُوتُوْا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ)(٣) : «فمرّ بهم نبيٌّ من أنبياء بني إسرائيل يقال له : حزقيل ، فلمّا رآى تلك العظام بكى واستعبر وقال : ياربّ ، لو شئت لأحييتهم جميعاً الساعة» ... إلى قوله عليهالسلام : «فلمّا قال حزقيل ذلك الكلام ، ـ يعني الاسم الأعظم ـ نظر إلى العظام يطير بعضها إلى بعض ، فعادوا أحياء ينظر بعضهم إلى بعض ، يسبّحون الله عزّ وجلّ ويكبّرونه ويهلّلونه ، فقال حزقيل عند ذلك : أشهد أنّ الله على كلّ شيء قدير» قال عمر بن يزيد : فقال أبو عبد الله عليهالسلام : «فيهم نزلت هذه الآية»(٤).
__________________
(١) اُنظر النهاية للطوسي : ٧٧٨ ، وقواعد الأحكام للحلّي ٣ / ٦٩٤ ، ومفتاح الكرامة للعاملي ٢١ / ٤٠٥.
(٢) سورة البقرة ٢ : ٢٥٩.
(٣) سورة البقرة ٢ : ٢٤٣.
(٤) أورده مفصّلا الكليني في الكافي ٨ / ١٩٩ ح ٢٣٧.