شأن مصداق هذا العنوان ، وكأنّه من لوازمه ، ولأن يشعر بعلّيّة هذا العنوان ؛ لاضطراره إلى الخالق ، كقوله تعالى : (فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ)(١) الآية.
وعلى الثاني والثالث : فالمراد خلق جسمه أو بينه ، على أنّ في قاعدة كون المذكور من المعرّف باللام عين الأوّل كلاماً لبعض منهم ، منهم السيّد
المرتضى(٢). فأمّا أمر البيان فيتّضح على أيّ حال بملاحظة أنّه يدلّ على الاختيار ، وأثر المختار حادث بل مطلق ، كما هو المختار ، أمّا أنّ الروح أثر فلاعترافه الجبلّي به ، ولأنّه لو استغنى في وجوده لاستغنى في فعله.
(مِنْ نُطْفَة) : ماء صاف كسائر الأحياء ، ولقوله تعالى : (مِنْ مَاء دَافِق)(٣) ، ولقوله تعالى : (مِنْ مَاء مَهِيْن)(٤) ، ولقوله تعالى : (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى)(٥) على ما هي له في الأصل ، وللوصف مدخل في الاضطرار إلى من تصوّر في الأرحام كيف يشاء :
كه كرده است بر آب صورت گري
وهذا وإن قال به البعض لكنّه بلا دليل ثمّ ما قاله الكثير ، أو ماء الرجل كما صار حقيقة فيه ، أو مائهما معاً ، كما فسّر به المعظم(٦) ، أو
__________________
(١) سورة البقرة ٢ : ٣٨.
(٢) اُنظر الانتصار للمرتضى : ٤٦٤.
(٣) سورة الطارق ٨٦ : ٦.
(٤) سورة السجدة ٣٢ : ٨.
(٥) سورة القيامة ٧٥ : ٣٧.
(٦) اُنظر التبيان للطوسي ١٠ / ٢٠٦ ، ومجمع البيان للطبرسي ١٠ / ٢٣٧ ، والتفسير الكبير للرازي ٣٠ / ٢٣٦.