وعلى الأوّل ، على ما في بعض الأخبار : من أنّ الله عزّ وجلّ قبض قبضةً من تراب التربة التي خلق منها آدم عليهالسلام ، وصبّت عليه ماء العذب الفرات ، ثمّ تركها أربعين صباحاً ، فلمّا اختمرت الطينة ، أخذها فعركها عركاً شديداً ، فخرجوا كالذرّ عن يمينه وشماله(١).
والثالث : على الثاني ، والقول بتقدّم الأرواح على الأبدان بألفي عام(٢) ، أو على تضمين التقدّم ، والقول يُشعر به قوله تعالى : (ثمّ أنشأناه خلقاً آخر)(٣).
ويصرّح بروايتين في من : أحداهما حسنة عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام : «لم يكن الإنسان فيه»(٤).
والجملة وصف لحين ، وقد كانت مضافاً إليها له في الأصل ظرفاً ، فلمّا اُسند إليه الفعل قُطع ورُفع وحملت عليه بالعائد من مقولة العيد يوم صمت فيه في يوم صمت ، ويحتمل الحالية عن الإنسان من غير حذف ، بل الوصفيّة للحين كذلك على معناه الثالث.
(شيئاً) : في الأصل مصدر بمعنى المفعول ، أي ما تعلّقت به مشيئة الله تعالى ، فالشيئية تساوي الوجود ؛ لأنّ المشيئة محدثة كما في الخبر(٥).
__________________
(١) أورده بتفصيل الكليني في الكافي ٢ / ٥ ح٢ ، والعيّاشي في تفسيره ٢ / ٣٩ ح١٠٩.
(٢) اُنظر بصائر الدرجات للصفار : ١٠٧ ـ ١٠٩ / ١ ـ ٨ وتفسير العيّاشي ٢ / ٢٤٩ ضمن الحديث ٣٢ ، والكافي للكليني ١ / ٣٦٣ ضمن الحديث ١ ، والاختصاص للمفيد : ٣٠٢.
(٣) سورة المؤمنون ٢٣ : ١٥.
(٤) اُنظر محاسن البرقي : ٢٤٣ / ٢٣٤ ، والكافي للكليني ١/١١٤ ح ٥.
(٥) اُنظر محاسن البرقي : ٢٤٥ / ٢٤١ ، والكافي للكليني ١ / ٨٦ ح ٧ ، وتوحيد الصدوق : ١٤٧ / ١٨ و ٣٣٦ / ١.