زُمَراً)(١) استند إلى شرح الصحاح فقال : «إنّها الجماعة من الناس»(٢).
وفي تفسير قوله تعالى : (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع)(٣) قال المصنِّف : «إنّ السؤال هنا بمعنى الطلب والدعاء ، ولذا عُدِّيَ بالباء كما في قوله تعالى : (يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَة آمِنِينَ)(٤) ، وقيل : الفعل متضمّن معنى الاهتمام والاعتناء ولذا عُدِّيَ بالباء ، وقيل : الباء زائدة للتأكيد. ومآل الوجوه واحد وهو طلب العذاب من الله كفراً وعتوّاً. وليس الباء بمعنى (عن) لأنّ سياق الآيات التالية لا يلائم كون السؤال بمعنى الاستفسار والاستخبار»(٥).
ويحاول المصنِّف رحمهالله استخدام الاستدلال العقلي في عرض بعض المفاهيم ، كمفهوم توبة آدم عليهالسلام والدفاع عن عصمته فيقول : «فإن قلتَ : فما معنى التوبة حينئذ وقولهما : (وَإِن لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)(٦)؟ قلتُ : التوبة هي الرجوع ، والرجوع يختلف بحسب اختلاف موارده ، فكما يجوز للعبد المتمرّد على أمر سيّده وإرادته أن يتوب إليه فيردّ إليه مقامه الزائل من القرب عنده كذلك يجوز للمريض الذي نهاه الطبيب نهياً إرشادياً عن أكل شيء معيّن من الفاكهة والمأكولات ـ وإنّما كان ذلك منه مراعاة لجانب سلامته وعافيته ـ فلم ينتهِ المريض عن نهيه فاقترفه فتضرّر فأشرف على الهلاك ، فيجوز أن يتوب إلى الطبيب ليشير إليه بدواء
__________________
(١) سورة الزمر ٣٩ : ٧١.
(٢) تفسير الميزان ١٧ / ٢٩٧.
(٣) سورة المعارج ٧٠ : ١.
(٤) سورة الدخان ٤٤ : ٥٥.
(٥) تفسير الميزان ٢٠ / ٦.
(٦) سورة الأعراف ٧ : ٢٣.