على أساس سياقها في السورة. ويعتبر المصنّف (السياق) أحد القرائن الحالية في فهم الكلام ويعتمده أساساً للكشف عن المعاني الإجمالية.
ويستخدم المصنّف قدسسره المنهج العقلي الذي اعتمده على القواعد الشرعية واللغوية والبراهين العلمية في إبراز مواقف الإمامية في التوحيد والعدل الإلهي وعصمة الأنبياء والإمامة ونحوها.
ويعرض المصنِّف الآيات التي يجمعها سياق واحد أو تعالج غرضاً من أغراض السورة ثمّ يبدأ بتفسيرها. مثلاً في بداية تفسير سورة المائدة يبيّن الغرض الجامع للسورة وهو الدعوة إلى الوفاء بالعهود وحفظ المواثيق والتحذير من نقضها وعدم الاعتناء بأمرها ، ثمّ يشرح أحكام الحدود والقصاص وقصّة المائدة وسؤال السيِّد المسيح عليهالسلام وقصّة ابني آدم ومظالم بني اسرائيل ونحوها.
ويبيّن المصنِّف المعاني اللغوية إذا اقتضى الأمر من أجل بيان المعنى وكشف المقصود ، معتمداً في ذلك على الكتب اللغوية. ففي تفسير قوله تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الأنسَانَ مِن صَلْصَال مِّنْ حَمَإ مَّسْنُون * وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ)(١) استند على كتاب مفردات القرآن للراغب الأصفهاني حيث قال : «إنَّ أصل الصلصال تردّد الصوت من الشيء اليابس ، ومنه قيل : صلّ المسمار ، وسُمّي الطين الجافّ صلصالاً. والسموم : الريح الحارّة تؤثّر تأثير السمّ»(٢).
وفي معنى (الزُمر) في قوله تعالى : (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ
__________________
(١) سورة الحِجرِ ١٥ : ٢٦ ـ ٢٧.
(٢) تفسير الميزان ١٢ / ١٥١.