لقد صرّح الشيخ المفيد في أوّل أخباره عن واقعة كربلاء أنّه نقلها عن الكلبي(١) والمدائني(٢)(٣) ، ولايستبعد وجود كتاب أبي مخنف الذي روى عنه الكلبي عند الشيخ المفيد ، أو أنّه استفاد من كتاب مقتل الحسين(٤) للكلبي حيث نقل هو الآخر أخبار واقعة كربلاء عن أبي مخنف وعوانة بن الحكم(٥).
لعلّ هناك من يريد أن يجعل تاريخ الطبري من المصادر التي اعتمدها الشيخ المفيد ، ولكن إذا طابقنا بين مواضيع الإرشاد وتاريخ الطبري وأمعنّا فيها النظر نرى اختلافات عديدة بحيث نستبعد أن يكون الشيخ المفيد قد استفاد من تاريخ الطبري ، ويمكن ملاحظة ذلك واضحاً في بعض الأمثلة التي جاءت في الإرشاد ولم ترد في تاريخ الطبري ، وأيضاً بعض الروايات الواردة في الإرشاد وقد اختلفت مع ما ورد في تاريخ الطبري.
إذن لابدّ للشيخ المفيد إمّا أن يكون قد اعتمد أصل روايات أبي مخنف في الموارد التي أشرنا إليها ، أو أنّه اعتمد مصادر أُخرى مثل أخبار المدائني التي كان قد أشار إليها الشيخ أيضاً في كتابه(٦).
__________________
(١) هو هشام بن محمّد الكلبي النسّابة المعروف وصاحب كتاب جمهرة النسب المتوفّى سنة ٢٠٤ أو ٢٠٦ هـ ، انظر : رجال النجاشي : ٤٣٥ ، تاريخ بغداد ١٤ / ٤٥ ، وفيات الأعيان ٦ / ٨٢.
(٢) هو علي بن محمّد أبو الحسن المدائني المؤرّخ الكبير المتوفّى سنة ٢٢٥ هـ ، انظر تاريخ بغداد ١٢ / ٥٤ ، الفهرست لابن النديم : ١١٣.
(٣) الإرشاد ٢ / ٣٢.
(٤) الفهرست لابن النديم : ١١٤.
(٥) وقعة الطف ٢ / ٣٢.
(٦) الإرشاد ٢ / ٣٢.