مؤلّفاته بشكل مباشر وغير مباشر ، منها كتاب الجمل(١) ، وقد نقل عنه مواضيع في عدّة أماكن مباشرةً ، وعندما ذكره أشار إليه بالعبارات التالية : «كتابه المصنّف في حرب البصرة» أو : «كتابه الذي صنّفه في حرب البصرة» في الصفحات ٩٥ ، ١٢٨ ، ١٦٧.
ولا يخفى أنّ كتاب الجمل لأبي مخنف لم يصلنا ، ولعلّه فقد في العهود الماضية.
وقد استفاد الشيخ المفيد أيضاً من تأليفات أبي مخنف في أماكن أُخرى من كتابيه الجمل والإرشاد ، وذكر فيها اسمه وإن لم يذكر كتابه(٢).
هذا ، وإنّ استفادة الشيخ المفيد من آثار أبي مخنف لا تقتصر على المواضع المذكورة فحسب ، فإذا طابقنا واقعة كربلاء من كتاب الإرشاد مع مدوّنات أبي مخنف نرى بوضوح أنّ الأخبار المذكورة في هذا الباب مأخوذة من كتاب مقتل الحسين لأبي مخنف ، ولا يخفى أنّ هذا الكتاب يعدّ من جملة الآثار المفقودة لأبي مخنف ، ولكن نقل بعض المؤرّخين قسماً كبيراً منه ، مثل محمّد بن جرير الطبري (المتوفّى ٣١٠ هـ)(٣).
هذا ، وقد استخرج أخيراً الأستاذ يوسفي الغروي الأخبار المذكورة آنفاً من تاريخ الطبري وطبعها تحت عنوان : وقعة الطفّ ، وإن كان هذا العنوان مغايراً لكتاب أبي مخنف(٤) ولكنّ مواضيعه جاءت مطابقة للأخبار التي نقلها أبو مخنف.
__________________
(١) رجال النجاشي : ٣٢٠ ، معجم الأدباء ٩ : ١٧ / ٤٢.
(٢) انظر : الجمل : ١١٨ ، ٢٥٧ ، ٤١٦ ، ٤٢٠ و ٤٢٢ ، والإرشاد ١ / ١٧ و ٢ / ٧.
(٣) الأنساب ٤ / ٢٥ ، وفيات الأعيان ٤ / ١٩٢.
(٤) لم يذكر أيّ من أصحاب التراجم والرجال لأبي مخنف أثراً تحت عنوان : وقعة الطف ، وإنّ الكتاب المنسوب إليه في واقعة الطف هو مقتل الحسين عليهالسلام.