وعلى أيّة حال فإنّ بعضاً من الأخبار المذكورة نستطيع أن نراها في مواضع متعدّدة من كتاب الإرشاد(١).
ولا بأس أن نشير هنا إلى أنّ طريقة الشيخ المفيد في نقل أخبار واقعة كربلاء بشكل كلّي عبارة عن انتقاء النصوص من عدّة مصادر وخاصّة من تاريخ الطبري ومن أخبار أبي مخنف ، إلاّ أنّه استطاع أن يعرض نصّاً منسّقاً ومنسجماً مع حذف الأسانيد ، لأنّ هدفه من نقل هذه الأخبار هو تبيين وقائع كربلاء فلم يذكر الأخبار التي لم ترتبط بواقعة كربلاء ارتباطاً وثيقاً ، أو لم يكن لها دور ملحوظ على الأقلّ في الواقعة ، أو أنّه ذكرها ملخّصاً(٢).
٣ ـ كتاب الجمل : تأليف أبي عبدالله محمّد بن عمر بن واقد الواقدي المدني (المتوفّى ٢٠٧ هـ)(٣) ، ذكر ابن النديم أنّه كان عالماً بالمغازي والسير وأخبار العرب و... وعرّفه بكثرة التصانيف ، وقال : «وكان له غلامان مملوكان يكتبان له الليل والنهار ، وقد خلّف من بعده كتباً كثيرة»(٤) ، وله الكتاب المعروف بالمغازي ، وقد فقد الكثير من مؤلّفاته ، إنّ أحد كتبه الذي كان يحمل عنوان (كتاب الجمل)(٥) أو (كتاب يوم الجمل)(٦)لم يصلنا أيضاً ، ولكن استفاد منه الشيخ المفيد في بعض مؤلّفاته وذكره بالعبارة التالية : «كتابه الذي صنّفه في حرب البصرة» ، وفي صفحة ١٣٩
__________________
(١) انظر : الإرشاد ١ : ٣٤ ، ٤٠ ، ٤١ ، ٤٥ ، ٤٦ ، ٤٨ ، ٥٠ ، ٦٧ ، ٦٩ ، ٧٦ ، ٩٩ ، ١٠٦ ، ١٢٤ و ٢ : ٣٣ ، ٣٨ ، ٣٩ ، ٤١ ، ٤٤ ، ٤٥ ، ٤٦ ، ٤٧ ، ٤٩ ، ٥٣.
(٢) الإرشاد ٢ : ٣٢ ، ٣٣ و ٣٤.
(٣) الفهرست لابن النديم : ١١١ ، تاريخ بغداد ٣ / ٢٠.
(٤) الفهرست لابن النديم : ١١١.
(٥) الفهرست لابن النديم : ١١١.
(٦) معجم الأدباء ٩ : ١٨/٢٨٢.