عليه من أوّله إلى آخره(١) ، وعرّفه آخرون بصاحب المؤلّفات البديعة(٢) ، وعدّوا له كتباً كثيرةً منها البيان والتبيين(٣).
ولم يكن موضوع هذا الكتاب تاريخيّاً ، بل اشتمل على مواضيع مثل : الألبسة وأنواعها ، العصا وخصائصها ، الأدب ، الشعر ، طبقات الشعراء ، البلاغة ، معرفة بعض البلغاء ، الفصاحة ، أنواع الخطب ، الخطب المنتخبة ، ومواضيع من هذا القبيل.
وفي موضع واحد من كتاب الجمل استعان الشيخ المفيد بهذا الكتاب ليبيّن من خلاله بعض خطب الإمام عليّ عليهالسلام(٤).
٢ ـ الجمل : تأليف أبي مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم الأزدي (المتوفّى ١٥٧ هـ) ، قيل : إنّ جدّه مخنف صاحب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام(٥). ولا شكّ في أنّ أبا مخنف كان شيعيّاً ولكن لا دليل لنا على إماميّته(٦) ، وقد عدّه أصحاب التراجم من كبار المؤرّخين في الكوفة وذكروا له مؤلّفات كثيرة(٧) ، وقد جاءت أكثر مواضيع آثاره وأخباره في الفتوحات والحروب وأمثالها(٨).
وقد استفاد الشيخ المفيد من آثار أبي مخنف في مواضع عديدة من
__________________
(١) الفهرست لابن النديم : ٢٠٨.
(٢) تاريخ بغداد ١٢ / ٢١٣.
(٣) الفهرست لابن النديم : ٢١٠ ، معجم الأدباء ٨ : ١٦ / ١٠٦.
(٤) الجمل : ٢١٠.
(٥) الفهرست لابن النديم : ١٠٥ ، رجال النجاشي : ٣٢٠ ، فوات الوفيات ٣ / ٢٢٥ ، معجم الأدباء ٩ : ١٧ / ٤١.
(٦) وقعة الطف : ٢٠.
(٧) رجال النجاشي : ٣٢٠ ، الفهرست : ١٢٩.
(٨) معجم الأدباء ٩ : ١٧ / ٤١.