تطرّق إلى الكثير من المواضيع من حياتهما عليهماالسلام ـ نرى أنّه بالنسبة إلى حياة سائر الأئمّة عليهمالسلام رتّب الأبحاث بناءً على المواضيع التالية : ذكر اسم وصفات الإمام ، النصّ على إمامته ، معجزاته والأدلّة على إمامته ، وفاته أو شهادته ، بالإضافة إلى مواضيع من هذا القبيل. وكذلك ذكره لولاية عهد الإمام الرضا عليهالسلام فإنّه لم يتطرّق لذكر تفاصيل الأحداث والوقائع ولم يتعرّض للأحداث السياسية التي كانت قد حدثت في ذلك العهد ، ولم يتعرّض إلى سيرة الخلفاء والولاة مع الأئمّة المعصومين عليهمالسلام ، ولا إلى دور الأئمّة عليهمالسلام في أُمور الحكومة والسياسة ، ولم يشر إلى الانتفاضات الشيعية والعلوية ، حيث إنّه إمّا لم يتكلّم عن كلّ ذلك أبداً أو تكلّم عنه بصورة مقتضبة.
ثالثاً : إنّ كيفية انتقاء الأحداث وانتخاب المواضيع التاريخية من قبل الشيخ المفيد هو خير شاهد على ما قلناه ، فإنّه رحمهالله لمّا رأى هجوم الأفكار المغرضة التي تكاتفت في تبرئة ساحة الذين شاركوا في حرب الجمل أخذ قلمه ليكتب المسألة الكافية في إبطال توبة الخاطئة(١) ليجعل عليهم إلى الأبد ذلك العار الذي ارتكبته أياديهم الأثيمة ، ولمّا أدرك أن الحاقدين النواصب أجمعوا على أن يطعنوا في إيمان أبي طالب وهو والد يعسوب الدين الإمام علي عليهالسلام ليجعلوا نقطة سوداء في السيرة المشرقة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام حمل يراعه للذود عن الحقيقة فكتب رسالة إيمان أبي طالب(٢) في الوقت الذي كان قد تطرّق لهذا الموضوع في
__________________
(١) تكلّمنا عن هذا الأثر في ص : ١١٧ من هذه الرسالة.
(٢) تكلّمنا عن هذا الأثر في ص : ١٢٦ من هذه الرسالة.