الثانية : تصريح باسم مصادرهم وذكر طرقهم إليها وإلى مؤلّفيها في أوّل كتبهم أو في مطاويها وذلك لشهرة هذه الكتب وكثرة الطرق إلى مؤلّفيها ، ونلاحظ هذه الحالة في جملة من تآليف القرن السادس وما بعده إلى القرن الثامن(١).
__________________
نفس المنهج الذي سلكه في كتاب التهذيب من الأخذ عن الكتب والأصول لأصحابنا رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، وأحال في آخر المشيخة : ٤٢٦ باقي الطرق إلى فهارس الشيوخ الموضوعة لهذا المعنى.
وبالجملة : نحن نرى أسامي جمع من أعاظم الفقهاء والمحدّثين عملوا فهرساً للكتب والأُصول للقدماء من أصحاب الأئمّة عليهمالسلام ، وهذه الفهارس ليست كالكتب الرجاليّة الصرفة بل تتصدّى لجمع وتبويب قائمة أسامي المصنّفين وتوثيقهم وأسامي كتبهم وكيفية نسخها وروايتها من حيث الحجّيّة ، وقد كتب هذه الفهارس أمثال حميد بن زياد الدهقان الكوفي (المتوفّى ٣١٠ هـ) وأبي جعفر محمّد بن جعفر ابن أحمد بن بُطّة المؤدّب القمّي (المتوفّى ق ٤ هـ) ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (المتوفّى ٣٤٣ هـ) وعلي بن الحسين المسعودىّ (المتوفّى ٣٤٦ هـ) وأبي غالب أحمد بن محمّد الزراري (المتوفّى ٣٦٨ هـ) والشيخ الصدوق محمّد بن بابويه (المتوفّى ٣٨١ هـ) والحسين بن الحسن بن محمّد بن موسى بن بابويه (المتوفّى ق ٤ هـ) وأحمد بن عبد الواحد بن عبدون البزّاز (المتوفّى ٤٢٣ هـ) وأبي العبّاس أحمد بن علي النجاشي الكوفي (المتوفّى ٤٥٠ هـ) وشيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي (المتوفّى ٤٦٠ هـ) وغيرهم من أساطين هذه الطائفة ، ولكلّ ما ذكرناه هنا شواهد وأدلّة كثيرة لا يقتضي المقام إيرادها ، وفيما بيّناه كفاية.
(١) من أمثلة هذه الصورة كتاب المناقب لأبي جعفر محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني (المتوفّى ٥٨٨ هـ) وكتب يحيى بن الحسن الأسدي الحلّي المعروف بابن البطريق (المتوفّى ٦٠٠ هـ) وكتب السيّد علي بن موسى بن طاوس الحسني الحلّي (المتوفّى ٦٦٤ هـ) ومن ماثلهم ؛ فإنّهم رحمهمالله صرّحوا باسم مصادرهم وذكروا طرقهم إليها إمّا في أوّل كتبهم أو في أثنائها ؛ قال ابن طاوس في مقدّمة فلاح السائل : ٥٢ : «وربّما لا أذكر أوّل طريقي في كلّ حديث من هذا الكتاب لئلاّ يطول ، ويكفي أنّني أذكر طريقي إلى رواية كلّما رواه جدّي السعيد أبو جعفر