الملائكة عليهمالسلام جاء في الردّ على رأي أبي عبدالله البصري الذي كان يعتقد أنّ الملائكة أفضل من الأنبياء ، أو كتاب نقض الخمس عشرة مسألة على البلخي(١) جاء في الردّ على نظريّات أبي القاسم البلخي(٢) ، وقد بلغت هذه المؤلّفات إلى ما يقارب من ٣٥ عنواناً من آثار الشيخ المفيد.
٤ ـ إنّ عدداً من آثار الشيخ المفيد عبارة عن تأليفات كتبها بطلب من بعض الأشخاص في أبحاث مختلفة ، وقد اعتاد الشيخ المفيد أن يشير إلى هذا المطلب في أوّلها ويبيّن هدفه من كتابتها ، فإنّ كتابي الجمل والإرشاد في معرفة حجج الله على العباد المهمين وبعض آثار أُخرى منه تعدّ من هذا القبيل(٣).
ولابدّ لنا هنا أن نشير إلى أنّ الشيخ المفيد له العديد من الآثار والتأليفات في سائر الموضوعات ، ولكن بمجرّد دراسة هذه الآثار نستطيع أن ندرك بأنّ محور بحوث تأليفاته وآثاره دارت حول الكلام والفقه ، أي لا يوجد من بين آثاره كتاب أو رسالة لا ارتباط لها بهذين العلمين بوجه من الوجوه إلاّ القليل ، وحتّى كتابه المعروف بـ (المزار) الذي ألّفه في الزيارات وآدابها وفي مواضيع من هذا القبيل فإنّه لا يخلو من المطالب الفقهيّة ، وكذلك كتابه الإرشاد الذي ألّفه في معرفة تاريخ حياة الأئمّة المعصومين عليهمالسلام فإنّه لا يخلو من المباحث الكلامية. ثمّ إنّ أساس تأليف
__________________
(١) المصدر السابق.
(٢) هو أحد معتزلة بغداد وكان الشيخ المفيد مطّلعاً على آرائه ، انظر (انديشه هاى كلامي شيخ مفيد) : ٥٩.
(٣) ولمزيد من الاطلاع ، انظر الجمل : ٤٧ ، والإرشاد في حجج معرفة الله على العباد ١ / ٤.