وبالإضافة إلى ما ذكرنا من تظلّعه في العلوم المختلفة والمعارف الإسلامية وأنّه ترك فيها أثراً أو آثاراً من المؤلّفات فإنّه كان ملمّاً بالكثير من العلوم الأُخرى ، مثل التاريخ والفلسفة والنجوم وغيرها من سائر العلوم ، بل إنّ له فيها آثاراً وتأليفات إلاّ أنّها لم تصل إلينا.
واعتماداً على ما ذكرناه من المصادر التي احتوت على آثار الشيخ المفيد فلا نرى ضرورة لأن نقدّم فيها فهرسةً حيث قد أغنتنا تلك المصادر عن ذلك ، إلاّ أنّنا نتطرّق هنا إلى ما يرتبط مع موضوعنا من هذه الآثار أي تأليفاته التاريخية والكلامية وخصوصيّاتها فقط ، لكن لابدّ لنا قبل هذا أن نشير في دراستنا لنماذج مختلفة من آثاره إلى النكات التالية بصورة كلّيّة ومختصرة :
١ ـ إنّ بعض آثار الشيخ المفيد عبارة عن مؤلّفات مستقلّة كتبت في موضوعات مختلفة ، وقد أضيف إلى عناوين البعض منها كلمة (مسألة) أو (مسائل) ذكراً للموضوع المبحوث عنه ، وأمثال ذلك كتاب المسألة الكافئة في إبطال توبة الخاطئة(١) ، وكتاب المسائل العشر في الغيبة(٢) الذي أُلّف في غيبة الإمام الثاني عشر عليهالسلام وطول عمره الشريف ، ومواضيع أُخرى من هذا القبيل ، وتوجد مجموعة تتألّف من ١٢٠ مؤلّفاً من آثار الشيخ المفيد في هذا المجال.
__________________
مارتين مكدرموت انظر (آثار الشيخ المفيد) للسيّد محمّد جواد الشبيري من المقالات الفارسية لمؤتمر الشيخ المفيد ، رقم ٥٥ ، ص ١٣٧ ـ ١٣٩.
(١) (انديشه هاى كلامي شيخ مفيد) : ٥٦ ، المقالات الفارسية لمؤتمر الشيخ المفيد رقم ٥٥ ، ص ١٤٠.
(٢) (انديشه هاى كلامي شيخ مفيد) : ٥٧.