السابع والستّون : قوله تعالى : (وَأَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (١).
الطاعة موقوفة على معرفة أحكامه تعالى وأمره ونهيه وحكم الرسول ، ولا يتمّ إلّا بالمعصوم كما تقدّم مرارا (٢) ، فيجب نصبه.
الثامن والستّون : قوله تعالى : (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (٣).
المسارعة إلى المغفرة بفعل [موجبها] (٤) ، وهو امتثال أوامره ونواهيه الموقوف على معرفة ذلك ، واللطف المقرّب والمبعّد الذي هو شرط فيه ، وكذلك الإحسان والتقوى ، وكلّ ذلك موقوف على المعصوم ، فلو لم ينصبه الله تعالى لزم منه أن يكون الله تعالى قد كلّف مع عدم فعل شرط من فعله تعالى ، وهو تكليف بالمحال محال.
التاسع والستّون : قوله تعالى : (هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) (٥).
ولا يتمّ كونه بيانا وهدى إلّا بالمعصوم ؛ إذ أكثره مجمل وظاهر لا يفيد اليقين ، ولا يحصل إلّا بقول المعصوم ، فيجب [نصبه] (٦) ، وهو المطلوب.
السبعون : قوله تعالى : (وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ) (٧).
الله تعالى يتّخذ من الأمّة شهداء ، فلا بدّ من حصول العدالة المطلقة لهم حتى لا
__________________
(١) آل عمران : ١٣٢.
(٢) تقدّم في الوجه الأوّل من الدليل الخامس والعشرين ، والدليل الخمسين ، والدليل الحادي والستّين ، والثاني والستّين ، والخامس والثمانين من المائة الأولى ، وغيرها.
(٣) آل عمران : ١٣٣ ـ ١٣٤.
(٤) في «أ» : (موجبا) ، وما أثبتناه من «ب».
(٥) آل عمران : ١٣٨.
(٦) من «ب».
(٧) آل عمران : ١٤٠.