فيلزم من ذلك قهره للقوى الشهوية وإلّا لم يكن شجاعا ، والغضبية وإلّا لم يكن صفّاحا ، وللحقد وإلّا لم يكن نسّاء للأحقاد ، فلا يصدر عن هذه القوى [مقتضاها ، فلا يصدر منه ذنب ؛ لأنّ الذنب مصدره هذه القوى] (١) لا غير.
الثاني والستّون : الإمام لا يلتفت إلى القوى البدنية والشهوية البتة في وقت ما ، وإلّا لكان غيره في تلك الحال ـ إذا لم يلتفت ـ أفضل منه من هذه الجهة ، لكنّ الإمام أفضل من الكلّ في كلّ الأوقات ومن كلّ الجهات.
وفاعل المعاصي لأجل ذاته لا غير ، فهو في تلك الحال ملتفت إلى ذاته ، معرض عن جناب الحقّ ، فلا شيء من الإمام بفاعل المعاصي.
الثالث والستّون : الإمام نفسه دائما متوجّهة بالكلّية إلى طلب الحقّ والصواب في جميع الأشياء ، وإلّا لم يصلح للعدل في كلّ الأوقات ، فلا تتحرّك القوى البدنية إلى ما يضادّ ذلك ؛ لوجود هيئة راسخة في النفس تقتضي ضدّها ، فلا يمكن صدور ذنب منه أصلا والبتة ، وهو المطلوب.
الرابع والستّون : قوله تعالى : (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ) (٢).
وإنّما يحسن بعد إعلام الأحكام في كلّ واقعة ، وإنّما يتمّ بالمعصوم في كلّ عصر ، كما تقدّم تقريره (٣).
الخامس والستّون : قوله : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ) (٤).
__________________
(١) من «ب».
(٢) آل عمران : ٢٨.
(٣) تقدّم تقريره في الوجهين الثالث والسادس من البحث الخامس من المقدمة ، وفي الدليل الخامس والعشرين ، والدليل السادس والأربعين ، وفي الوجه الثاني من الدليل الستّين ، والدليل الواحد والستّين من المائة الأولى ، والدليل العاشر من المائة الثانية.
(٤) النساء : ١.