الأوّل : الإعراض [عن] (١) الدنيا ولذّتها (٢).
الثاني : المواظبة على فعل العبادات جميعها.
الثالث : التصرّف بفكره إلى عالم الجبروت مستديما ؛ لشروق نور الحقّ في سرّه ؛ لأنّه طالب للحقّ ، والأمور الآخرة ، وملزم للناس بها ، [فيلزمه] (٣) الإعراض عمّا سوى الحقّ تعالى ، لا سيّما لما يشغله عن الطلب ، وهو لذّات الدنيا وطيّباتها ، خصوصا المحرّمة. ثمّ يقبل على ما يعتقد أنّه يقرّبه من الحقّ ، وهو العبادات.
وهذان هما الزهد والعبادة ، ولا بدّ من دوام تصوّره للحقّ تعالى.
إذا تقرّر ذلك فنقول : هذا يدلّ على عصمة الإمام عليهالسلام ؛ للعلم الضروري بعصمة من اجتمع فيه هذه الأشياء.
الثاني والخمسون : الإمام يكون له حالتان :
الأولى : محبة الله تعالى ، وهي راجعة إلى نفسه خاصّة.
الثانية : حركة (٤) في طلب القرب إليه.
وكلاهما يتعلقان به تعالى لذاته ، ولا يتعلقان بغيره [لذات] (٥) ذلك الغير ، بل إذا تعلّقا بغير الله تعالى فلأجل الله تعالى أيضا.
فهو يريد الله تعالى ومرضاته ، ولا يؤثر شيئا على عرفانه ومرضاته ، وتعبّده له فقط ، ولأنّه مستحقّ للعبادة ، ولأنّها نسبة شريفة إليه ، لا لرغبة ولا لرهبة ، كما قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «إلهي ما عبدتك شوقا إلى جنّتك ، ولا خوفا من نارك ، بل وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك» (٦) ؛ لأنّه لو لم يكن كذلك لم يمكنه حفظ العدل المطلق في
__________________
(١) من «ب».
(٢) في «ب» : (ولذّاتها) بدل : (ولذّتها).
(٣) في «أ» : (يلزم) ، وما أثبتناه من «ب».
(٤) في «ب» : (حركته) بدل : (حركة).
(٥) في «أ» : (لذاته) ، وما أثبتناه من «ب».
(٦) راجع : عوالي اللآلئ ١ : ٤٠٤ / ٦٣ ، و ٢ : ١١ / ١٨. بحار الأنوار ٧٠ : ١٨٦ ، و ١٩٧ / ٢ ، بتفاوت.