العملية ، فيصير ستّة أقسام :
الأوّل : ما يكون بحسب نقصان الغريزة في القوّة النظرية.
الثاني : ما يكون بحسبها في القوّة العملية ، ولا يكون بسبب ذلك عذاب.
الثالث : ما يكون لوجود أمور مضادّة راسخة بحسب القوّة النظرية ، وهو يكون سببا للعذاب الأخروي.
الرابع : ما يكون بسبب وجود أمور مضادّة غير راسخة في القوّة النظرية.
الخامس : الأمور الراسخة في القوّة العملية.
السادس : غير الراسخة بحسب القوّة العملية.
[فأسباب] (١) فوات الثواب أو حصول العذاب الأخروي منحصرة في هذه الستّة ، [ولا] (٢) فعل للإمام في الأوليين ، بل هو لطف في زوال الأربعة الباقية ، فلا بدّ وألّا يكون متّصفا في وقت ما بشيء منها ، وإلّا لم يكن لطفا في زوالها ؛ إذ مثل الشيء لا يكون علّة في عدمه ، وذلك هو المعصوم ، فإنّ الآخر إنّما يكون بواسطة غواش غريبة عارضة مفارقة الذنوب يفعل (٣) في بعض الوقت ، فإذا تنزّه عن الكلّ ذاته دائما ثبت العصمة.
الرابع والأربعون : الإمام هو الذي يقرّب إلى السعادة الأخروية والنعيم المؤبّد ، والمبعّد عن استحقاق العقاب الأخروي مطلقا ، سواء كان دائما أو غير دائم. ولا بدّ أن يكون كاملا بحسب القوّة النظرية وبحسب القوّة [العملية] (٤) الكمال المطلق الذي يمكن للبشر ، فإنّه لو كان ناقصا في إحداهما لم يحصل [التقريب] (٥) والتبعيد
__________________
(١) في «أ» و «ب» : (بأسباب) ، وما أثبتناه للسياق.
(٢) في «أ» : (وإلّا) ، وما أثبتناه من «ب».
(٣) كذا في «أ» و «ب».
(٤) في «أ» : (العقلية) ، وما أثبتناه من «ب».
(٥) في «أ» و «ب» : (للتقريب) ، وما أثبتناه للسياق.