يجوز من النبيّ عليهالسلام مع أمره بمثل هذه الشفقة [التامّة] (١) والرحمة العامّة عدم الوصية وعدم نصب المعصوم؟!
إهمال هذا مع هذه الرحمة والشفقة ممّا لا يجتمعان ، والثاني ثابت ، فينتفي الأوّل.
لا يقال : هذا من باب [الخطابيات] (٢) ، والمسألة علمية برهانية ؛ [لأنّها أهمّ المصالح ، وبها يتمّ نظام العالم.
لأنّا نقول : بل هي برهانية] (٣) من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى ، فإنّ اللين لهم والاستغفار والعفو عنهم واستعمال التواضع والأخلاق الحميدة معهم ليس في اللطف المقرّب والمبعّد كالمعصوم ، فإنّ المعصوم أصل ، وهذا [زيادة] (٤) وفضل ، ويستحيل من الحكيم قصد اللطف وأن يأتي بما لا هو مهم في هذا المعنى ويخلّ بالأصل. [بل] (٥) هذا الخطاب الإلهي برهان لمّيّ [وبرهان إنّيّ] (٦) (٧) ؛ لأنّ إثبات
__________________
(١) في «أ» : (الثانية) ، وما أثبتناه من «ب».
(٢) في «أ» : (الخطائيات) ، وما أثبتناه من «ب».
(٣) من «ب».
(٤) في «أ» : (زرارة) ، وما أثبتناه من «ب».
(٥) من «ب».
(٦) من «ب».
(٧) البرهان اللمّي : هو ما كان الحدّ الأوسط فيه يعطي العلّة في التصديق بالحكم وفي نفس الوجود معا ، أي يكون مع ذلك علّة لوجود الحكم في الخارج ، كقولنا : (هذه الخشبة مسّتها النار ، وكلّ خشبة مسّتها النار فهي محترقة). وبعبارة أخرى : هو ما كان الانتقال فيه من العلة إلى المعلول. البرهان الإنّي : هو ما كان الحدّ الأوسط فيه يعطي العلّة في التصديق بالحكم لا غير ، ولا يعطي العلّة في نفس الأمر ، أي لا يكون مع ذلك علّة لوجود ذلك الحكم في الخارج ، كقولنا : (هذه الحمّى تشتد غبّا ، وكلّ حمّى تشتد غبّا فهي محترقة). وبعبارة أخرى : هو ما كان الانتقال فيه من المعلول إلى العلّة. انظر : الشفاء (المنطق ٣) : ٧٩ ـ ٨٠ الإشارات والتنبيهات (المنطق) : ٤٨٥ ـ ٤٨٦. تجريد المنطق ٥٣. الجوهر النضيد : ٢٠٢ ـ ٢٠٣.