الغابرة خير قيام ، وان كانت عناية علماء الاسلام واهتمامهم بمسائل العقيدة أكثر من غيرهم ، فقد شغلت هذه القضية بال علماء الإسلام في كل فرن ، فألغوا مئات الكتب الكلامية الاعتقادية والفلسفية بأفضل شكل ، اشبعوا فيها نهم الجائعين ، ورووا بها ظمأ العطاشى إلى قضايا العقيدة.
غير أن ما كتبه اولئك العلماء الأفذاذ والفوه كان يناسب عصورهم ويلبّي حاجات اجيالهم ، ولا يناسب لغة هذا العصر ولا يفي بالاجابة على التساؤلات المستجدة.
من هنا كان لابد للعلماء والمفكرين الذين تهمهم سلامة المجتمعات وصلاحها أن يقوموا بتحليل ودراسة المسائل الاعتقادية بلغة هذا العصر ومنطقه آخذين بنظر الاعتبار كل ما استجد فيه من نظريات وتساؤلات.
على اننا لا ننسى أن نقدر كل الجهود التي بذلت في عصرنا الحاضر للرد على الفلسفات المادية الحديثة ، ونخص بالذكر ما قام به المفكّر الاسلامي الكبير الشهيد السيد محمد باقر الصدر في كتابه فلسفتنا ، ولكن الرد على الفلسفة المادية شيء وتوضیح معالم العقيدة الدينية وبیان مسائلها بصورة مفصلة والاجابة على التساؤلات والشبهات المطروحة في مجالها بعناية وموضوعية شيء آخر.
وما قد يقال ـ احياناً ـ من اننا في غنى عن طرح المسائل الاعتقادية في هذه الظروف لوجود مسائل أهم يرده بأن المسألة الاعتقادية من المسائل الجوهرية المهمة جداً ، فها هم أعداء الاسلام قد صوبوا معاول هدمهم ـ اليوم ـ الى المعتقدات الدينية وصبوا جهودهم على زعزعة العقيدة بكل حيلة ووسيلة ، فهذه دول الالحاد تسعى ـ ليل نهار ـ في اثارة الشبهات ونشر الالحاد ، عبر صحافتها واذاعتها ومنشوراتها الواسعة الانتشار ، بعد ان ادركت دور العقيدة في ايقاظ الأفكار ، واثارة الهمم ، وتقوية العزائم واشعال روح المقاومة ضد الظلم والظالمين ،