الانسانية يتألف من
مقدمتين :
الأولى
: أن هناك موجوداً تنسب اليه جميع الأفعال
الصادرة من الانسان من غير فرق بين الذهنية أو الجسمية.
وان لهذا الموجود حقيقة وواقعية يشار
اليها بكلمة «أنا» وليست تلك الحقيقة أمراً انتزاعياً.
الثانية
: أن هذه الحقيقة التي تعد مصدراً لافعال
الانسان ، ثابتة ، وباقية ، ومستمرة في مهب التغيرات ، وهذا الثبات والبقاء في
دوامة التغيرات آية التجرد.
وعلى ذلك فيجب علينا اثبات كل واحدة من
المقدمتين ، حتى يبنى عليها صرح هذا البرهان. واليك كل واحدة من تينك المقدمتين
بشيء من التفصيل :
ألف ـ الشخصية
الانسانية المعبر عنها بالانا :
لم يزل كل واحد منا ينسب أفعالا كثيرة
الى نفسه التي يعبر عنها بالأنا أو ببقية الضمائر المتصلة مثل قوله : «قرأت ، كتبت
ـ أردت ، أحببت» بل يضيف كثيراً من أعضائه إلى تلك الحقيقة ويقول : «يدي ، رجلي ، عيني
، قلبي ، اذني» وما شاكل ذلك.
__________________