فما فائدة هذه العيون مع كونها فاقدة لقدرة الابصار (١)؟
وما فائدة ثديي الرجل ، وما فائدة اللوزتين عند الانسان ، وما فائدة صيوان الاذن ، والمصران الأعور؟
ألا يدل كل ذلك على عدم القصد والهدفية ، اذ لو كان ثمة غاية مهدفة من وراء هذا الكون ، لوجب أن لا يكون لهذه الاعضاء الزائدة اثر ، ولا لهذا الفوضى وجود في عالم الخلق؟!
الثاني : أن هناك ملايين الكواكب والنجوم السابحة في الفضاء مع كونها غير حاوية لاي عنصر مفيد يتصل بحياة الانسان ويعود بالنفع والفائدة عليه.
* * *
الجواب
والجواب على هذه الاعتراضات يقع في ثلاث نقاط :
أولا : ان هناك فرقا كبيراً ، وبونا شاسعاً بين «عدم وجود» فائدة في هذه الاعضاء وبين «عدم وقوف الإنسان» واطلاعه على تلكم الفوائد ، وقد جعل المعترض «عدم الوجدان» مكان «عدم الوجود» مع أن عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود مطلقاً ، اذ ما اكثر الاشياء التي لا نلمس وجودها ، وهي مع ذلك موجودة في صفحة الكون مثل بقية الحقائق.
وهذا الأمر يتضح ـ بجلاء ـ اذا لاحظنا مدى ما توصلت العلوم البشرية اليه واخذنا بعين الاعتبار حجم الافاق المحدودة التي فتحها الانسان في محاولاته العلمية.
__________________
١ ـ على اطلال المذهب المادي ص ١١٣ ، ولقد اشار الى هذه الأمور وامثالها بعض زعلماء المادية في الشرق والغرب مثل الدكتور شبلي شمیل ، والدكتور آلماني بوختر!!