وقد اشرنا الى هذا الأمر عند برهان
محاسبة الاحتمالات فراجع تزدد معرفة.
وبهذا يبقى برهان النظام قوياً صامداً
سليماً عن اي نقد لانه لا يرتبط بشيء كالتمثيل أو التجربة كما تصور هیوم ، انه
حكم العقل وحده الذي ينتهي اليه العقل عن طريق النظر والتفكير في نفس ماهية النظام
من دون تنظيره بشيء ، وبهذا يتساوى الموجود الطبيعي والمصنوع البشري.
فان العقل اذا رفض القبول بأن الساعة
وجسدت بلا صانع او ان السيارة وجدت بلا علة فانما هو لاجل ملاحظة نفس الظاهرة «الساعة
والسيارة» حيث يرى انها تحققت بعد ما لم تكن ، فيحكم من فوره بان له موجداً وليس
هذا الحكم الا لاجل الارتباط المنطقي بين وجود الشيء بعد العدم ولزوم وجود فاعل له.
وان شئت قلت : لاجل قانون العلية
والمعلولية الذي يعترف به العقل في جميع المجالات.
كما أن حكم العقل في المقام بأن الموجود
المنظم مخلوق لعقل كبير ناشئ من الارتباط المنطقي بين النظام ودخالة الشعور أو
استحالة ظهور النظام صدفة للمحاسبة الرياضية التي مرت ، لا لأن العقل مثل أو جرّب
فتوصل الى هذه النتيجة.
وحصيلة الكلام ان طبيعة النظام في هذه
الأشياء ، وماهيته تنادي بلسان تكوينها بانها صادرة عن فاعل شاعر وخالق عاقل وهذا
هو الذي يجعل العقل يذعن بوجود مثل هذا الخالق وراء النظام الكوني من دون النظر
الى شيء آخر.
دلالة الاية على ذي
الاية
لقد اثبت الالهيون في ابحاث «نظرية
المعرفة» نوعاً آخر من المعرفة هي :