ان العالم الذي يجلس وراء المجهر ليقف على النواميس الحاكمة في الخلية أو الدم لو سألناه : ما الذي دفعك إلى الجلوس وراء المجهر وتجشم عناء الفحص؟ لاجاب : بأن هناك نظاماً سائداً في هذه الكائنات اريد أن أكشف القناع عنه ، فاذا سألناه ثانية : ومن أين علمت بسيادة النظم على الكون علماً قطعياً؟ فان أسنده الى القول بدخالة الشعور والعقل في تكون العالم صح له ادعاء الإذعان القطعي بوجود النظم ، وان أسنده الى التصادف لم يصح له ادعاء القطع بوجود النظام لان التصادف لا يحمل انساناً على الاعتقاد القطعي ، لان معنى التصادف هو انه «يمكن أن يكون كذا أو كذا» ومثل هذا لا يورث العلم القطعي ولا ينتجه.