هداية النصوص :
ثم ان هناك آیات واحادیث یمكن ان تكون اشارة الى هذا الضبط والتوازن كقوله سبحانه :
١ ـ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ (الاعلى ٢ ـ ٣).
٢ ـ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (القمر ـ ٤٩).
٣ ـ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (الرحمان ـ ٧).
وكالذي جاء في ما املاه الامام جعفر الصادق ـ عليه السلام على تلميذه المفضل بن عمر اذ قال :
«یا مفضل اول العبر والأدلة على الباري جل قدسه تهيئة هذا العالم وتالیف اجزائه ونظمها على ما هي عليه ، فانك اذا تاملت بفكرك وخبرته بعقلك وجدته كالبيت المبني المعد فيه جميع ما یحتاج اليه عباده ، فالسماء مرفوعة كالسقف ، والارض ممدودة كالبساط ، والنجوم مضيئة كالمصابيح والجواهر مخزونة كالذخائر ، وكل شيء فيه لشأنه معد ، والانسان كالمملك ذلك البيت والمخول جميع ما فيه ، وضروب النبات مهياة لمآربه وصنوف الحيوان مصروفة في مصالحه ومنافعه ، ففي هذا دلالة واضحة على أن العالم مخلوق بتقدير وحكمة ونظام وملائمة وان الخالق له واحد ، وهو الذي الفه ونظمه بعضا الى بعض ، جل قدسه وتعالى جده» (١).
__________________
(١) توحيد المفضل ص ٤٧ وبحار الانوار ج ١ ص ٦٢ للعلامة المجلسي.