ولأجل أن تتبين ملامح هذا النمط من برهان النظام نأتي بالامثلة التالية :
١ ـ ان حياة كل نبات ـ كما هو معروف ـ تعتمد على المقادير التي تكاد تكون متناهية في الصغر من ثاني اوكسيد الكاربون الموجودة في الهواء ، وأوراق الشجر هي في الحقيقة كالرئات الموجودة في الانسان ، لها القدرة في ضوء الشمس على تجزئة ثاني اوكسيد الكربون الى كاربون واوكسيجين ، ثم يحتفظ النبات بالكاربون ليصنع منه ومن غيره من المواد الفواكه والثمار والازهار ويلفظ الأوكسجين الذي نتنسمه والذي بدونه تنتهي الحياة بعد خمس دقائق.
ان جميع النباتات والغابات وكل قطعة من الطحلب ، وكل ما يتعلق بحياة الزرع تبني تكوينها من الكاربون والماء على الأخص ، والحيوانات تلفظ ثاني اوكسيد الكاربون بينما تلفظ النبات الأوكسيجين.
ولو ان الحيوانات لم تقم بوظيفتها من دفع ثاني اوكسيد الكاربون ، أو لم تلفظ النبات الأوكسيجين ، أو متی انقلب التوازن تماماً لاستنفذت الحياة الحيوانية ، أو النباتية كل اوكسيجين أو كل ثاني اوكسيد الكربون ، وذوي النبات ومات الانسان وقد اكتشف أخيراً أن وجود ثاني اوكسيد الكاربون بمقادير صغيرة هو أيضاً ضروري لمعظم حياة الحيوان كما اكتشف أن النباتات تستخدم بعض الأوكسيجين.
فمن ذا الذي أقام مثل هذه العلاقة بين النبات والحيوان وأوجد هذا النظام التبادلي بين هذين العالمين المتباینین؟ ألا يدل ذلك على وجود فاعل مدبر وراء ظواهر الطبيعة هو الذي أقام مثل هذا التوازن؟
٢ ـ منذ سنوات عديدة زرع نوع من الصبار في استراليا كسياج وقائي ولكن هذا الزرع مضى في سبيله حتى غطى مساحة تقرب من مساحة انجلترا وزاحم أهالي المدن والقرى ، وأتلف مزارعهم وحال دون الزراعة ولم يجد