منها مواجه للشمس دائماً لحرم الوجه الاخر عن حرارة الشمس بل وعاد زمهریراً لا يطاق ، فلابد من دورة الأرض حول نفسها لتتعرض كل أجزائها للشمس ، وتتمتع بحرارتها على قدم المساواة.
على أن دورة الأرض حول نفسها يجب أن تكون بنفس السرعة التي هي عليها الأن ـ لا أكثر ولا أقل ـ حتى تتلائم مع حياة الانسان وغيره من الأحياء وحاجتها الى الليل والنهار.
٥ ـ ان الهواء الذي يحيط بنا مكوّن من الأوكسجين والنتروجين ويوجد الأول في الهواء بنسبة (٢١%) عادة في حين يوجد الثاني بنسبة (٧٨%) تقريباً ويعد الأوكسجين نسمة الحياة لكل الحيوانات التي تعيش فوق الارض ، وهذه النسبة للاوكسجين هي النسبة الضرورية المعقولة المناسبة للحياة فلو كان الاوكسجين بنسبة (٥٠%) مثلا أو أكثر من الهواء بدلا من (٢١%) فان جميع المواد القابلة للاحتراق في العالم كانت عرضة للاشتعال لدرجة أن أول شرارة من البرق تصيب شجرة تكفي أن تلهب الغابة وتفجرها بأجمعها.
ولو أن نسبة الاوكسجين في الهواء قد هبطت الى (١٠%) أو أقل ، فان الحياة ربما طابقت نفسها على هذه الحالة في خلال الدهور ، ولكن لم يكن يتوفر للانسان الكثير من المواد اللازمة لحضارته النار اذ لولا الاوكسجين لما وجدت النار لافتقار الحرارة إلى الاوكسجين. واذا امتصت النار الأوكسجين فان كل حياة حيوانية تتوقف على الفور.
اذن فكمية الأوكسجين الفعلية مطابقة تماماً لحياتنا ، ومناسبة لاحتياجاتنا.
٦ ـ بالنسبة الى حجم الأرض لو كان أصغر مما هو عليه الان لضعفت جاذبيتها ولافلت الهواء من جوها وتبعثر في الفضاء ، ولتبخر الماء ، وأصبحت الكرة الأرضية جرداء لا ماء فيها ولا هواء ولا انسان ولا حيوان.