٤ ـ في صحيح البخاري في تفسير هذه الآية : عن النبي (ص) ـ «ما من مولود الا يولد على الفطرة ثم ابواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» ثم قال (ص) «فطرة الله التي فطر الناس عليها» (١) وهو حديث مروي عند الفريقين.
وقد كشف حديث آخر ـ وبصراحة عن ان الميل الى الله والاعتقاد بوجوده والانجذاب نحوه شيء طبيعي في كل انسان ، وليس للانسان نفسه او غيره اي اثر في تكوينه ، وايجاده ، وذلك عندما سئل الامام جعفر بن محمد الصادق عن المعرفة (ای معرفة الله) صنع من هي؟
قال ـ عليه السلام ـ : «من صنع الله عز وجل ليس للعباد فيها صنع» (٢).
وعن الامام الصادق عليه السلام ـ أيضاً قال :
«ستة أشياء ليس للعباد فيها صنع (أي اختیار) : المعرفة ...» (٣).
وعن أبي بصير أنه سئل الامام الصادق عن المعرفة أهي مكتسبة؟ فقال : لا. فقيل له : فمن صنع الله عز وجل ومن عطائه هي؟ قال نعم ، وليس للعباد فيها صنع. (٢).
وبعض هذه الأحاديث وان كانت تدل بالدلالة المطابقية على ان توحید الله وتنزيهه عن الشريك أمر فطري ، ولكنها تدل بالدلالة الضمنية على ان الاعتقاد بوجوده فطري كذلك أيضاً اذ لا يمكن وصفه بالوحدانية الا بعد الاذعان فطرياً بوجوده ، فالاعتراف بتوحيده انما هو في الحقيقة بعد الفراغ من الاذعان باصل وجوده.
٢ ـ قوله تعالی : وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ
__________________
(١) ـ التاج الجامع للاصول ج ٤ ص ١٨ وكذا في المصدر السابق.
(٢ و ٣ و ٤) التوحيد للصدوق ص ٤١ و ٤١٢ و ٤١٦.