ويقول باسكال الفيلسوف والرياضي الفرنسي : «القلب هو الذي يشهد وجود الله لا العقل ، والايمان يحصل من هذا الطريق» (١).
ويقول الفيلسوف والاقتصادي الفرنسي پردون : «قبل أن تكتشف عقولنا وجود الله تشهد قلوبنا بوجوده» (٢).
ويقول اشبلنجر : «ان الجذور الإلهية قوة غريزية خلاقة في وجودنا» (٢).
ويقول ارنست رنان الكاتب والمؤرخ الفرنسي المعروف : «يمكن أن يذهب ويمنحي كل ما نحبه من اللذائذ والنعم الحياتية ولكن من المستحيل ان يذهب الدين ويمنحي من بين البشر» (٤).
ولا بد من التنبيه الى أن هذه الكلمات التي نقلناها لك عن علماء وفلاسفة أجانب تشير الى حقيقتين :
الأولى : أن ظاهرة التدين ظاهرة عالمية.
الثانية : ان لمعرفة الله جذوراً فطرية في طبيعة الانسان وكيانه.
والثانية مستفادة من الأولى لان وجود مسألة التدين في جميع أدوار التاريخ وفي جميع نقاط العالم دليل على كونها أمرا جبلياً فطرياً.
ان هذا الاجماع يدل على أن الإيمان بالله متفق عليه ، وهو بدوره آية قوية على انه موجود ، اذ لا يمكن ان يكون هذا الاتفاق والتوجه مسألة اعتباطية ، وبلا معنی ، وبلا مبرر واقعي ومنطقي ، وبدون أن تكون هناك حقيقة واقعة هي التي تجذب كل هذه النفوس نحو نفسها.
__________________
(١) سير حكمت در اروپا لفروغى بالفارسية.
(٧) قصص القرآن للبلاغي.
(٣) فلسفة التاريخ لامرى أنف.
(٤) سير حكمت در اروپا.