مستعارة ، وقد بلغه الله أمله.
قال ابن هشام : و (مِنْ وَرائِي) متعلّق ب (الْمَوالِيَ) ، أو بمحذوف هو حال من (١) الموالي ، أو مضاف إليهم ، أي : كائنين من ورائي ، أو فعل الموالي من ورائي ، ولا يصحّ تعلقه ب «خفت» ؛ لفساد المعنى. انتهى من «المغني».
و (خِفْتُ الْمَوالِيَ) هي قراءة الجمهور (٢) ، وعليها هو هذا التفسير.
وقرأ عثمان بن عفّان ، وزيد بن ثابت ، وابن عباس (٣) ، وجماعة «خفّت» بفتح الخاء ، وفتح الفاء وشدّها ، وكسر التاء ، والمعنى على هذا : قد انقطع أوليائي ، وماتوا ، وعلى هذه القراءة ، فإنما طلب وليّا يقوم بالدين.
قال ابن العربي (٤) في «أحكامه» : ولم يخف زكرياء وارث المال ، وإنما أراد إرث
__________________
ـ وعبد الرزاق (٩٧٧٢) ، وأبو يعلى (١ / ١٢ ، ١٣) رقم : (٢ ، ٤) ، وابن حبان في «صحيحه» (٨ / ٢٠٧ ـ الإحسان) حديث (٦٥٧٤) ، والبيهقي (٦ / ٢٩٧) ، والبغوي في «شرح السنة» (٥ / ٦٣١ ، ٦٣٢ ـ بتحقيقنا) كلهم من طريق الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر بن الخطاب به ، وفيه قصة طويلة.
وأخرجه مالك (٢ / ٩٩٣) كتاب الكلام : باب ما جاء في تركة النبي صلىاللهعليهوسلم ، حديث (٢٧) ، والبخاري (١٢ / ٧ ، ٨) كتاب «الفرائض» : باب قول النبي صلىاللهعليهوسلم : «لا نورث ، ما تركنا صدقة» حديث (٦٧٢٧ ، ٦٧٣٠) ، ومسلم (٣ / ١٣٧٩) كتاب «الجهاد والسير» : باب قول النبي صلىاللهعليهوسلم «لا نورث ، ما تركنا فهو صدقة» حديث (٥١ / ١٧٥٨) ، وأبو داود (٢ / ١٦٠ ، ١٦١) كتاب «الخراج والفيء والإمارة» : باب في صفايا رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الأموال ، حديث (٢٩٧٦ ، ٢٩٧٧) ، والنسائي (٧ / ١٣٢) كتاب «قسم الفيء» ، وأحمد (٦ / ١٤٥ ، ٢٦٢) ، وعبد الرزاق (٩٧٧٤) ، وابن الجارود في «المنتقى» رقم (١٠٩٨) ، وابن حبان (٨ / ٢٠٩ ـ الإحسان) رقم (٦٥٧٧) ، «والبيهقي» (٦ / ٢٩٧ ، ٢٩٨) كلهم من طريق الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت : إن أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم حين توفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم أردن أن يبعثن عثمان بن عفان إلى أبي بكر ، فيسألنه ميراثهن من النبي صلىاللهعليهوسلم ، قالت عائشة لهنّ : أليس قد قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا نورث ، ما تركنا فهو صدقة»؟! وفي بعض طرق الحديث أن راوي هذا الحديث هو أبو بكر.
(١) لأنه في الأصل صفة للنكرة ، فقدّم عليها.
(٢) ينظر : «المحرر الوجيز» (٤ / ٥) ، «والبحر المحيط» (٦ / ١٦٥) ، «والدر المصون» (٤ / ٤٩١)
(٣) وقرأ بها محمد بن علي ، وعلي بن الحسن ، وسعيد بن العاص ، وابن يعمر ، وسعيد بن جبير ، وشبيل بن عزرة.
ينظر : «مختصر الشواذ» ص (٨٦) ، و «المحتسب» (٢ / ٣٧) ، «والكشاف» (٣ / ٤) ، «والمحرر الوجيز» (٤ / ٥) ، «والبحر المحيط» (٦ / ١٦٥) ، وزاد نسبتها إلى الوليد بن مسلم عن ابن عامر.
وهي في «الدر المصون» (٤ / ٤٩١)
(٤) ينظر : «أحكام القرآن» (٣ / ١٢٥٠)