وورعه معروف (١) وقضاياه مع الخلفاء والوزراء برهان شهامته ونزاهة ضميره وصدقه في شعوره ، وهو الذي اختاره الصابئي (٢) صاحباً وأخاً له في مذهب الأدب ، حتى كان الصابئي يصوم شهر رمضان رعاية له ، والرضي رثاه بالقصيدة المشهورة (٣) ولم يتعرض لدينه يوماً ما ولا لاحت له منه
__________________
الْقَدِيْمَةِ). فقال له شَيْخُهُ : مِثْلكَ لا يقيم بدار أبيه قد نحلتك داري بالكرخ المعروفة بدار البركة؟ فأمتنع الرضي من قبولها وقال : لم أقبل من أبي قط شيئاً. فقال : إن حقي عليك أعظم من حق أبيك عليك لأني حَفِّظْتُكَ كَلامَ اللهِ ، فقبلها. وكان قدس الله روحه يلتهب ذكاء وحدة دهن من صغره.
(١) فمن ورعه ما رواه ابن زهرة في غاية الاختصار ص ٥ وغيره في غيرها أن القادر بالله العباسي كان في بلاده كاسمه وكان قد ولى الشريف الرضي نقابة النقباء وولى أباه إمارة الحج ومع ذلك لما عمل المحضر المشهور لإنكار نسب الملوك الفاطميين بمصر وكلف الحاضرين بالتوقيع أمتنع الشريف الرضي مستعظماً إنكار نسب ثابت ولم يخش بطش الخليفة فيه.
تَسْمِيَةُ هذا الكتاب ونسبته غير ثابِتَتَيْن فلا أسْمُهُ غاية الاختصار ولا مؤلّفه ابن زهرة وإنما هو قطعة من مبسوط في النسب للسيد تاج الدين ابن الطقْطِقي صاحب (الأصِيْليّ) سَطا عليه الشيخ أبو الهدى الصَيادِيّ وَدَسَّ فيه مالا يخفى على أرباب فَنِّ النسب وقد طُبِعَ هذا الكتاب بالعنوان الذي ذكره سيدنا الإمام الشهرستاني منسوباً إلى تاج الدين من آل زُهْرة والأمر كما ترى. (السَيِّد الحسنيّ).
(٢) إبراهيم بن هلال بن إبراهيم بن زهرون الحرّاني ، أبو إسحاق الصابئ ، ولد سنة هـ ، نابغة كاتب جيله ، له كتاب الهفوات النادرة وكتاب التاجي في أخبار بني بويه وديوان شعره ، توفي سنة ٤ هـ. الأعلام : ج ص .
() مطلعها :
أرأيت مَنْ حَمَلُوْا على الأعوادِ |
|
أرَأيْتَ كيفَ خَبا ضِياءُ النادِيْ |