أخلَاقُهُ :
ما أدْرِيْ ـ وايمِ الله ـ ما أقُولُ في رَجْلٍ جَمَعَ مِنَ الفضائلِ ما تَفَرَّقَ في غَيْرِهِ وَكانَ في خَصْلَةٍ مِنْ خَصالِهِ عِزِيْزَ المِثالِ ، نادِرَ الضَّريبِ ، تَتَمثَّلُ فِيْه شَمائِلُ القِدِّيْسينَ وَسَجايا البَرَرةِ المُخْبِتيْنَ ، وَتَلُوحُ عَلى أسِرَّةِ مُحَيّاهُ سِيْماءُ الصالِحِينَ ؛ تَجْلِسُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَتَغْمُرُكَ هَيْبَتُهُ وَتأخُذُ بِمَجامِعِ قَلْبِكِ لَهْجَتُهُ ، وَيَنْقُلُكَ في حَدِيْثِهِ الشّائِقِ مِنْ رَوْضَةٍ إلى رَوْضَةٍ بأُسْلُوبٍ جَذّابٍ ، وَتَرَسُّلٍ آخِذٍ مِنَ التَّرحِيبِ والتَّكْريمِ بما لا يُسْتَغْرَبُ مِن مِثْلِهِ ؛ إذْ هُوَ وارِثُ تِلْكَ الآدابِ وَالخَلائِق مِنْ جَدِّهِ سَيِّدِ الخَلائِقِ المَوْصُوفِ في مُحْكَمِ الذِّكْرِ الحَكِيمِ بِقَوْلِ الحَقِّ سُبْحانَهُ : (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ).