العامية والسطحية ، بل هو يتجاوزه ليكون على مستوى الطريقة الإلهية ، التي تمثل العمق والأصالة والدقة.
وذلك لأن كلامنا يريد البركة ويتطلبها. وهي تعني الزيادة والنمو والتكامل المعنوي والمادي. ولكننا حين نجد أنهم عليهمالسلام قد طلبوا منا أن لا ندع البسملة في أي شيء صغيرا كان أو كبيرا (٢٧) ، وبدونها سيكون مبتورا وناقصا. فإن ذلك يعني أن الأمر ليس مجد بركة وشرف وتكريم ، بل هو أكبر من ذلك وأهم.
ويلفت نظرنا هنا قوله (ص): " لا يبدأ فيه" ولم يقل : ليس معه ، أو : لم يسبقه.
النقص في البداية وفي النهاية :
ولا بد أيضا من التوقف والتأمل في هذا التقابل الذي يقرره هذا الحديث ؛ حيث فرض أن البدء من جهة هو نفسه الذي يوجب النقص أو الكمال في الجهة المقابلة.
مع أنك إذا قلت : إذا لم تفعل الأمر الفلاني ، فان عملك سيكون ناقصا ، فان نقصه إنما يكون من جهة نفس عدم فعلك للأمر الفلاني المشار إليه آنفا. ولكن الأمر هنا ليس كذلك ، فإن النقص للبسملة إنما جاء في جهة أول الفعل ، والبتر والنقص قد
__________________
(٢٧) راجع : البرهان في تفسير القرآن ج ١ ص ٤٥ ـ ٤٦ وتفسير الإمام العسكري (ع) ص ٢٢ والبحار ج ٨٩ ص ٢٤٠.