الإلهية ، لأن ذلك سينعكس سلبا على سلامة المسيرة. ولن يمكن ضمان وصول القافلة بسلام إلى الهدف المنشود بدون ذلك ، وهذا ما يفسّر لنا : أيضا قوله تعالى : (لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) (١١٥). فلا يكون ثمة أية عبادة ، أو فقل : أي طاعة وانقياد لغير الله ، بل وينحصر ذلك به تعالى ، وبه فقط.
تنوع المستحبات وكثرتها :
ومن الواضح أن الإسلام قد قدّم ـ في نطاق تعليماته ـ مجموعة من الأوامر والزواجر. وكل منهما ينقسم إلى ما هو ملزم ، وما هو غير ملزم ، حيث أن الواجب ترافق مع المستحب ، وجاء إلى جانب الحرام ، المكروه.
أضف إلى ذلك : هذا الحجم الهائل ، وهذا التنوع العظيم للمستحبات على وجه الخصوص.
فما هو هذا السر في هذا وذاك يا ترى؟ ولماذا؟!
إننا نعتقد : أن الإجابة على هذين السؤالين تبدأ بالإشارة إلى أن هناك أمورا يسبب فعلها أو تركها خللا مباشرا في الواقع الذي يراد له أن يكون سليما ، ومتماسكا وقويا. وهناك أمور لها دور صيانة لهذا الواقع. أو دور التأهيل لما يحتاج إلى التأهيل
__________________
(١١٥) سورة البينة ، الآية ٥.