وقد ورد النهي عن المعصومين عليهمالسلام عن التعمق في التفكير في حقيقة الذات الإلهية (٣٨).
غاية الأمر أننا حينما نلاحظ كثرة صدور الرحمات ، أو فقل : الأمور التي هي من لوازم الرحمة بزعمنا ، أو بحسب تصورنا ، منه تعالى ؛ فإن ذلك يجعلنا ننسب إليه تعالى صفة : رحمان ، أو رحيم.
تحديد معنى الرحمان الرحيم :
وأما بالنسبة لمعنى هذين اللفظين ، فإننا نقول :
قالوا : إن كلمة الرحمان ، تفيد المبالغة ، أي الذي يفيض الرحمة وتصدر عنه كثيرا ، ومن كل جهة. ومعنى ذلك :
أنها وصف لا يختص بالمؤمن ، بل يعم الكافر أيضا.
أنها ـ والحالة هذه ـ إنما تناسب الحياة الدنيا ، إذ ليس للكافر منها في الآخرة من نصيب.
وقالوا : إن كلمة" الرحيم" صفة مشبهة ، أي أنها تدل على وجود الصفة في الموصوف بصورة ثابتة ودائمة ، ومعنى ذلك :
أن هذا إنما يناسب المؤمن دون الكافر ، لأن المؤمن هو الذي يستحق الرحمة الدائمة.
__________________
(٣٨) راجع : البحار ج ٣ ص ٢٥٩ فما بعدها.