إن مما لا شك فيه أن ثمة معان جميلة ومميزة ولطائف ومعارف في بسم الله الرّحمن الرّحيم ، يريد تعالى منا أن ندركها بعمق ، وأن نتفاعل معها بوعي ومسؤولية ، فما هي تلك المعاني؟ ، وهل يمكننا نيلها أو نيل بعضها ولو بدرجة متواضعة؟.
إننا قبل كل شئ نشير الى ما ذكره العلامة الطباطبائي رحمهالله من أن الناس ربما يبدءون في عمل ، أو يحققون إنجازا فيقرنونه باسم عزيز على قلوبهم ، أو كبير من كبرائهم ، ليكتسب عملهم بذلك شرفا ، أو بركة ، أو ليخلدوا اسم ذلك العزيز ، أو الكبير ويبقى ببقاء ذلك العمل. ومن هنا نجدهم يسمون انسانا أو مؤسسة ، أو غير ذلك بإسم من يحبونه ، أو يعظمونه ليبقى الاسم ببقاء المسمى الجديد. لأن بقاء المسمى ـ والحالة هذه ـ نوع بقاء للاسم ثم لصاحب الإسم الحقيقي ، ومن هذا القبيل من يسمي ولده باسم والده تكريما لذلك الوالد (٢٦).
ونقول :
إننا لا ننكر : أن الأمر ينتهي إلى التشريف ، والتكريم والبركة. ولكن الأمر بالنسبة لإعتبار البسملة جزءا من كل أمر لا يقتصر على هذه الاعتبارات التي يتعامل معها الناس بالطريقة
__________________
(٢٦) تفسير الميزان ج ١ تفسير البسملة.