المخصّص ، مع أنّ الصفات متشابهة ، ولا يكاد يحصل التّمييز التّام بمجرّدها ، مع أنّ التعبير عنها أيضا لا يكون إلّا بالأسماء اللفظيّة.
واحتمال كون تعريفها بخلق علم ضروري مع مخالفته للظّاهر مدفوع بأنّ المعلوم حينئذ إمّا الذّوات أو ما يدلّ عليها من صور الصفات او الألفاظ او كلّ منها والأوّل مدفوع بظاهر قوله : بأسماء هؤلاء وقوله : بأسمائهم والثاني تخصيص من غير مخصّص ، والأخيران يثبت معهما المطلوب وارتسام صور الألفاظ عن الذّهن وان لم يتوقّف على الألفاظ الفعلية المسموعيّة لكنّه دليل على سبق الوضع.
وامّا حمل التعليم على بعث العزم والإقدار على التعليم فمخالف للظاهر الذي هو الحجّة ، مضافا إلى مخالفته للاخبار المفسّرة للآية على ما مرّ كما أنّ الظاهر أيضا هو الدّافع لاحتمال ما يقال من أنّه كشف عليه ما يحدثه ذرّيته من اللّغات المختلفة والأوضاع الطارية من دون أن يكون هناك لفظ أو صوت أو وضع سابق.
وامّا ما يقال من أنّ الآية لا تشمل اللّغة العربيّة لما اشتهر من انتسابها إلى يعرب بن قحطان ولذا قيل : إنّه اوّل من تكلّم بالعربيّة (١) أو إلى إسماعيل الذّبيح على نبيّنا وآله وعليهالسلام (٢) ولذا قيل : إنّ العرب من ولده.
ففيه أنّه مع فرض تحقّق الشهرة على أحد الوجهين لا عبرة بها أصلا ، بل هو من المشهور الّذي لا أصل له ، ولذا قيل إنّ الحميريين والعمالقة وجرهم وقوم ثمود وعاد كلّهم كانوا من العرب ، وقد كانوا قبل إسماعيل بمدّة متطاوله.
__________________
(١) البحار : ج ٥١ ص ٢٩٠.
(٢) المزهّر للسيوطي : ص ٢٨ ـ ومجمع البيان ج ١ ص ٧٦.