والثالث نسخهما معا كما روى مما يتلى في كتاب الله عشر
__________________
الصحابة مثل عبد الله بن مسعود وأبيّ بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي صلىاللهعليهوآله عدة ختمات كل ذلك يدل على أنه كان مجموعا مرتبا. وذكر أنّ من خالف في ذلك من الإمامية وحشوية العامة لا يعتد بخلافهم فإنه مضاف الى قوم من أصحاب الحديث نقلوا أخبارا ضعيفة ظنّوا صحتها لا يرجع بمثلها عن المعلوم إلخ ...
قال الشيخ الصدوق في الإعتقادات : اعتقادنا في القرآن أنّه ما بين الدفتين وهو ما في أيدي الناس وليس بأكثر من ذلك ومن نسب إلينا أنّا نقول أنه أكثر من ذلك فهو كاذب إلخ ...
قال السيد محسن الأعرجي المحقق البغدادي في شرح الوافية : الإجماع على عدم الزيادة والمعروف بين علمائنا حتى حكى عليه الإجماع على عدم النقيصة إلخ ...
قال المحدث الخبير والمفسر الشهير المولى محسن القاساني في كتابه الوافي ج ٢ ص ٢٧٣ و ٢٧٤ بعد ما حكى قول الصدوق في الإعتقادات : أشار في أول كلامه : «أن القرآن الذي أنزله الله على نبيه محمد صلىاللهعليهوآله هو ما بين الدفتين وما في ايدي الناس ليس بأكثر من ذلك» الى إنكار ما قيل أن القرآن الذي بين أظهرنا بتمامه كما أنزل على محمد صلىاللهعليهوآله بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله ومنه ما هو محرّف مغيّر ، وقد حذف منه شيء كثير : منها اسم أمير المؤمنين عليهالسلام في كثير من المواضع ، ومنها غير ذلك ، وأنّه ليس أيضا على الترتيب المرضيّ عند الله وعند رسوله صلىاللهعليهوآله وقد روى ذلك كلّه علي بن إبراهيم في تفسيره وروى بإسناده عن الباقر عليهالسلام أنّه قال : ما من أحد من هذه الأمّة جمع القرآن إلّا وصي محمد صلىاللهعليهوآله وبإسناده عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لعلي : يا علي القرآن خلف فراشي في الصحف والحرير والقراطيس فخذوه واجمعوه ولا تضيّعوه كما ضيّعت اليهود التوراة فانطلق علي عليهالسلام فجمعه في ثوب أصفر ثمّ ختم عليه في بيته وقال : لا أرتدي حتى أجمعه ، قال : كان الرجل ليأتيه فيخرج إليه بغير رداء حتى جمعه قال : وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لو أنّ الناس قرءوا القرآن كما أنزل ما اختلف اثنان ثمّ قال الفيض : أقول : وفي قوله صلىاللهعليهوآله : قرءوا القرآن كما انزل الإشارة إلى صحّة ما أوّلنا به تلك الأخبار ... إلى أن قال : إن مرادهم عليهمالسلام بالتحريف والتغيير والحذف إنّما هو من جهة المعنى دون اللفظ أي حرّفوه وغيّروه في تفسيره وتأويله يعنى حملوه على خلاف مراد الله تعالى فمعنى قولهم عليهمالسلام : كذا نزلت أنّ المراد به ذلك لما يفهمه الناس من ظاهره وليس مرادهم عليهمالسلام أنّها نزلت كذلك في اللفظ فحذف ذلك. كلّه يخطر ببالي في تلك الأخبار إن صحّت فإن أصبت فمن الله تعالى وله الحمد وإن أخطأت فمن نفسي والله غفور رحيم ، واستوفينا الكلام في هذا المعنى وفيما يتعلّق بالقرآن في كتابنا الموسوم بعلم اليقين فمن أراد فليراجع إليه. علم اليقين ص ١٣٠.