وما أوّل المثلين فيه مسكّن |
|
فلا بدّ من إدغامه متمثلا (١) |
وفي شرحه المسمّى «إبراز المعاني» : كلّ مثلين التقيا ، وأوّلهما ساكن فواجب إدغامه في الثاني لغة ، وقراءة ، سواء كان ذلك في كلمة ، نحو (يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ) (٢) ، (يُوَجِّهْهُ) (٣) ، أو في كلمتين نحو (فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ) (٤).
ولا يخرج من هذا العموم إلّا حرف المدّ ، نحو (قالُوا وَأَقْبَلُوا) (٥) ، (فِي يَوْمَيْنِ) (٦) ، فإنّه يمدّ عند القرّاء ولا يدغم.
بل قد ادّعى عليه الإجماع جماعة منهم أبو على الأهوازى قال : المثلان إذا اجتمعا ، وكانا واوين قبل الاولى منهما ضمّة ، أو ياءين قبل الاولى منهما كسرة فإنّهم أجمعوا على أنّهما يمدّان قليلا ، ويظهران بلا تشديد ولا إفراط ، مثل (آمَنُوا وَعَمِلُوا) (٧) ، (فِي يُوسُفَ) (٨) (فِي يَتامَى) (٩).
قال : وعلى هذا وجدت أئمّة القرائة في كلّ الأمصار ، ولا يجوز غير ذلك ، فمن خالف هذا فقد غلط في الرواية ، وأخطأ في الدراية.
قال : وأمّا الواو وإذا انفتح ما قبلها وأتى بعدها واو من كلمة أخرى فإنّ عدم
__________________
(١) حرز الأمانى المعروف بالشاطبية ص ٢٣.
(٢) النساء : ٧٨.
(٣) النحل : ٧٦.
(٤) البقرة : ٦٠.
(٥) يوسف : ٧١.
(٦) البقرة : ٢٠٣.
(٧) البقرة : ٢٥.
(٨) يوسف : ٧.
(٩) النساء : ١٢٧.