المستحب ، واستحباب ترك المكروه فلا ينبغي الإصغاء إليه.
بل قد ورد الأمر بالطهارة لكتابته وتعليقه :
ففي «الكافي» و «قرب الاسناد» عن عليّ بن (١) جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر عليهماالسلام : أنّه سأله من الرّجل أيحلّ له أن يكتب القرآن في الألواح والصحيفة ، وهو على غير وضوء؟ قال عليهالسلام : لا (٢).
وروى الشيخ في «الإستبصار» بالإسناد عن أبي الحسن عليهالسلام قال : «المصحف لا تمسّه على غير طهر ، ولا جنبا ، ولا تمسّ خطّه ولا تعلّقه ، إنّ الله يقول : (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) (٣). (٤)
أقول : والنهى فيه محمول على مطلق مطلوبيّة الترك الأعمّ من الكراهة والحرمة ، فلا يقدح الجمع في النهى بين مسّ الخطّ والتعليق ، كما أنّه في الأخبار السابقة ظاهر في الكراهة ، ولو بقرينة المقام ، أو بمعرفة الإجماع وغيره على نفى التحريم ، بل ينزّل عليه نفي البأس عنه في أخبار أخر :
كصحيح أبى بصير ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عمّن قرأ المصحف ، وهو على غير وضوء ، قال عليهالسلام : لا بأس ولا يمسّ الكتاب (٥).
__________________
(١) هو على بن جعفر الصادق عليهالسلام أبو الحسن المدني سكن العريض من نواحي المدينة كان جليل القدر عظيم الشأن ، روى عن أبيه وأخيه وعن الرضا عليهمالسلام ، وله كتب وروى عنه جماعة ، توفى سنة (٢١٠ ه) كما في تقريب ابن حجر ص ٣٦٩.
(٢) رواه المجلسي في البحار ج ١٠ ص ٢٧٧ وج ٨٠ ص ٣٠٩.
(٣) سورة الواقعة : ٧٩.
(٤) الاستبصار ج ١ ص ١١٣ و ١١٤ باب أنّ الجنب لا يمسّ المصحف ح ٣.
(٥) التهذيب ج ١ ص ٣٥ ـ الاستبصار ج ١ ص ١١٣.