وفي «قوت القلوب» : قال عليّ عليهالسلام : «لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا في تفسير فاتحة الكتاب» (١).
ولمّا وجد المفسّرون قوله لا يأخذون إلّا به.
سأل ابن الكوّاء وهو عليهالسلام على المنبر : ما (الذَّارِياتِ ذَرْواً)؟ فقال : الرياح ، فقال : وما الحاملات (وِقْراً)؟ قال : السحاب ، قال : وما الجاريات (يُسْراً)؟ قال : الفلك ، قال : فما المقسمات (أَمْراً)؟ قال الملائكة ، فالمفسّرون كلّهم على قوله. (٢)
وجهلوا تفسير قوله تعالى : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ) (٣) فقال له رجل : هو أوّل بيت؟ قال عليهالسلام : لا قد كان قبله بيوت ، ولكنّه أوّل بيت وضع للناس مباركا فيه الهدى والرحمة والبركة ، وأوّل من بناه إبراهيم ، ثمّ بناه قوم من العرب من جرهم (٤) ، ثمّ هدم فبنته العمالقة ، ثمّ هدم فبنته قريش.
وإنّنا استحسن قول ابن عبّاس فيه (٥) لأنّه قد أخذ منه عليهالسلام.
وقال أحمد في «المسند» : لمّا توفّي النبيّ صلىاللهعليهوآله كان ابن عبّاس ابن عشر
__________________
الخوارزمي ص ٥٤ ط تبريز.
(١) ورواه النقشبندي الحنفي أيضا في «ينابيع المودّة» ج ١ ص ٢٠٥ وج ٣ ص ٤٥٦ ط الجديد ، والعلّامة الهروي في «شرح عين العلم وزين الحلم» ص ٩١ ، والعلّامة الكاكوردي في «الروض الأزهر» ص ٣٣ ط حيدرآباد.
(٢) المستدرك للحاكم ج ٢ ص ٤٦٦ ط حيدرآباد الدكن.
(٣) آل عمران : ٩٦.
(٤) جرهم : بطن من القحطانية كانت منزلهم أوّلا اليمن ، ثمّ انتقلوا إلى الحجاز ، ونزلوا بمكّة واستوطنوها ـ معجم قبائل العرب ص ١٨٣.
(٥) في (أي في علم التفسير).