المؤمنين عليهالسلام هو الجامع للقرآن كما نزل من دون زيادة حرف أو نقصان ، وأنّ إليه ينتهي علم ظاهره وباطنه ، وتنزيله وتأويله ، وتخومه وبطونه ، ومحكمه ومتشابهه ، وعامّه وخاصّه ، وناسخه ومنسوخه ، كما ينتهي إليه سائر العلوم والمعارف والكمالات ، على ما أطبق عليه الفريقان ، كما نبّه عليه الرازي في «أربعينه».
وقال في «المناقب» : ومن عجب أمره في هذا الباب أنّه لا شيء من العلوم إلّا وأهله يجعلون عليّا قدوة ، فصار قوله قبلة للشريعة (١) ، فمنه سمع القرآن.
ذكر الشيرازي في «نزول القرآن» وأبو يوسف يعقوب في تفسيره ، عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ) (٢) : كان النبي صلىاللهعليهوآله يحرّك شفتيه عند الوحي ليحفظه ، فقيل له : (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ) يعني بالقرآن (لِتَعْجَلَ بِهِ) من قبل أن يفرغ به من قراءته عليك (إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) ، قال : ضمن الله محمدا أن يجمع القرآن بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه.
قال ابن عبّاس : فجمع الله القرآن في قلب عليّ ، وجمعه عليّ بعد موت رسول الله بستّة أشهر. (٣)
وفي أخبار أبي رافع أنّ النبي صلىاللهعليهوآله قال في مرضه الذي توفّي فيه لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام : «يا علي هذا كتاب الله خذه إليك» فجمعه في ثوب فمضى إلى منزله ، فلمّا قبض النبي صلىاللهعليهوآله جلس عليّ فألّفه كما أنزل الله ، وكان به عالما» (٤).
__________________
(١) في «البحار» : في الشريعة.
(٢) القيامة : ١٦.
(٣) المناقب لابن شهر آشوب ج ٢ ص ٤١ ط قم ، بحار الأنوار ج ٤٠ ص ١٥٥.
(٤) المناقب لابن شهر آشوب ج ٢ ص ٤١ ، بحار الأنوار ج ٤٠ ص ١٥٥.