وفيه أيضا : الثعلبي في تفسيره باسناده عن أبي معاوية ، من الأعمش ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، وروي عن عبد الله بن عطاء ، عن أبي جعفر عليهالسلام أنّه قيل لهما : زعموا أنّ الّذي عنده علم الكتاب عبد الله بن سلام (١) ، قال : «ذاك علي ابن أبي طالب عليهالسلام».
ثمّ روى أيضا أنّه سئل سعيد بن جبير : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) عبد الله ابن سلام؟ قال : «لا فكيف وهذه سورة مكيّة» (٢)
وقد روي عن ابن عبّاس : لا والله ما هو إلّا علي بن أبي طالب ، لقد كان عالما بالتفسير والتأويل ، والناسخ والمنسوخ ، والحلال والحرام.
وروي عن ابن الحنفيّة : «علي بن أبي طالب عنده علم الكتاب الأوّل والآخر». رواه النطنزي في «الخصائص».
ثمّ قال ابن شهر آشوب : «ومن المستحيل أنّ الله تعالى يستشهد بيهوديّ ويجعله ثاني نفسه! (٣)
إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة التي مرّت في المقدّمات السابقة إلى بعضها الإشارة ، وستسمع إن شاء الله العزيز كثيرا منها في تفسير الآيات المتعلّقة.
وأمّا انتهاء علم القرآن وعلم التفسير إليهم عليهمالسلام فواضح بعد ما مرّ في الأبواب السابقة ، وما يأتي من الأخبار المتواترة الدالّة على أنّ مولانا أمير
__________________
(١) هو عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي ، أبو يوسف ، أسلم عند قدوم النبي صلىاللهعليهوآله المدينة وكان اسمه الحصين فسمّاه النبيّ صلىاللهعليهوآله عبد الله ، مات سنة (٤٣) ه. (الاعلام ج ٤ ص ٢٢٣).
(٢) الإتقان للسيوطي ج ١ ص ١٦ ط بيروت.
(٣) المناقب لابن شهر آشوب ج ١ ص ٢٥٧ ـ ٢٥٩ ، بحار الأنوار ج ٤٠ ص ١٤٥ ـ ١٤٦ عن المناقب.