مكث هنيئة فرأى أنّ ذلك كبر على من سمعه ، فقال عليهالسلام : علمت ذلك من كتاب الله تعالى إنّ الله يقول : «فيه تبيان كل شيء» (١) (٢).
وفي «الخرائج» عن عبد الله بن الوليد السمان قال : قال الباقر عليهالسلام : يا عبد الله ما تقول في عليّ وموسى وعيسى؟ قلت : ما عسى أن أقول ، قال عليهالسلام : هو والله أعلم منهما ثمّ قال : ألستم تقولون : إنّ لعلي ما لرسول الله صلىاللهعليهوآله من العلم؟ قلنا : نعم ، والنّاس ينكرون ، قال عليهالسلام فخاصمهم فيه بقوله تعالى لموسى : (وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) (٣) ، فعلمنا أنّه لم يكتب له الشيء كلّه ، وقال لعيسى : (وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ) (٤) فعلمنا أنه لم يبيّن له الأمر كله ، وقال لمحمّد صلىاللهعليهوآله : (وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) (٥) (٦).
إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة التي ربما مرّ ويمرّ عليك ذكر بعضها في طي المقدمات ، وفي تضاعيف تفاسير بعض الآيات ، وهي كما ترى ما بين ظاهرة وصريحة في ذلك ، والعموم في بعضها كالمشتملة على ما تحتاج إليه الأمة ، وحد كلّ شيء حتى أرش الخدش ، وغيرها وإن من كان جهة الأحكام الشرعية ، والأمور التعبدية ، إلّا أنّه لا منافاة فيها لما يدلّ عليه غيرها ظهورا أو صراحة من
__________________
(١) قد مر سابقا ان هذه الجملة «فيه تبيان كل شيء» ليست من القرآن ، بل هي منقولة بالمعنى من آية : (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ).
(٢) بحار الأنوار ج ٧ ص ٣٠٢ باب أنهم عليهمالسلام لا يحجب عنهم علم السماء والأرض. ط القديم.
(٣) الأعراف : ١٤٥.
(٤) الزخرف : ٦٣.
(٥) النحل : ٨٩.
(٦) بحار الأنوار ج ٧ ص ٣٢٢ باب أنهم عليهمالسلام أعلم من الأنبياء. ط. القديم.