زجر الطير وغيرها : بمعنى : طرقها بحصاة حتى تتحرك فإن ولته ميامنها فهي سانحة وإن ولته مياسرها فهي بارحة .. ومما كان العرب يتشاءمون به تعرض الثعلب في الطريق. والأعضب : هو المكسور أحد قرنيه والعرب يتشاءمون به أيضا : أي يتطيرون.
** (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة العاشرة .. المعنى : ولا تطع كل حلاف أي كثير الحلف ـ فعال بمعنى فاعل ـ من صيغ المبالغة أي كثير الحلف في الكذب والباطل و «مهين» من «المهانة» وهي الحقارة أو أراد الكذب لأنه مهان ـ حقير ـ عند الناس. ومنه المثل : كل حلاف كذاب والحلاف : هو الكثير الحلف في الحق والباطل وكفى به مزجرة لمن اعتاد الحلف ومثله قوله تعالى في سورة «البقرة» : (وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ) وهي جمع «يمين» وهناك أيمان مستعملة بكثرة وجرى عليها اللسان .. مثل : لا والله .. بلى والله .. فهذه الأيمان بما أنها غير مقصودة فالله سبحانه وتعالى لا يؤاخذهم عليها كما جاء ذكر ذلك في قوله تعالى في سورة «المائدة» : (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ) واللغو : هو الكلام الباطل. بمعنى : ولكن يؤاخذكم بما وثقتم الأيمان عليه بالقصد والنية. و «الحلف» و «القسم» تعنيان معنى واحدا مع فارق بسيط .. فالحلف : هو العهد ويكون بين القوم ومنه : حالفه : أي عاهده وتحالفوا : بمعنى : تعاهدوا ، وفي الحديث : «أنه حالف بين قريش والأنصار» يعني آخى بينهم لأنه لا حلف في الاسلام. و «الحليف» هو «المحالف» فعيل بمعنى : فاعل وهو المعاهد ومنه قيل : نتعاون إذا اتفقنا ونتعاضد إذا اختلفنا. ومن معاني «الحلف» اليمين. ومن رسالة عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ إلى أبي موسى الأشعري : البينة على من ادعى واليمين على من أنكر والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالا. ومن معاني «الحلف» الصديق .. لأنه يحلف لصاحبه أنه لا يغدر به. ووردت كلمة «يمين» في قول عمرو بن كلثوم في معلقته :
ونوجد نحن أمنعهم ذمارا |
|
وأوفاهم إذا عقدوا يمينا |
يقول الشاعر : تجدنا أيها المخاطب أمنعهم ذمة وجوارا وحلفا وأوفاهم باليمين عند عقدها. و «الذمار» : هو العهد والحلف والذمة .. سمي بذلك لأنه يتذمر له أي يتغضب لمراعاته وهو ما يلزم حمايته وحفظه والدفاع عنه. ومن الأمثال قولهم : فلان حلف بالسمر والقمر قال الأصمعي : السمر : هو الظلمة وإنما سميت سمرا لأن العرب كانوا يجتمعون في الظلمة فيسمرون : أي لا ينامون ويتحدثون ليلا ثم كثر ذلك حتى سمي سمرا ومعنى المثل : حلفت بالقمر وظله أما «القسم» فهو اليمين .. يقال : أقسم بالله : أي حلف. والمقسم : هو اليمين أيضا وهو أيضا موضع القسم.
** (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية عشرة .. المعنى : لا تطع كل عياب كثير الهمز كثير المشي بالنميمة أي نقال الحديث من قوم إلى قوم على وجه الوشاية والهمز كاللمز يقال : همزه ـ يهمزه ـ همزا .. من باب «ضرب» بمعنى : عابه ومثله وزنا ومعنى : لمزه ـ يلمزه ـ لمزا. والهامز والهماز ـ فعال بمعنى فاعل ـ هو العياب .. الطعان ومثلهما : الهمزة .. يقال : هذا رجل همزة وامرأة همزة أيضا. أما همزات الشيطان .. فهي خطراته التي يخطرها ـ أي يسهلها ـ بقلب الانسان يحكى أن المأمون قال لرجل اغتاب رجلا في مجلسه : دع الشر يعبر. والواشي : هو النمام والنمام هو الذي