(لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (٤)
(لَهُ ما فِي السَّماواتِ) : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. في السموات : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره وجد. والجملة الفعلية «وجد في السموات» صلة الموصول لا محل لها.
(وَما فِي الْأَرْضِ) : معطوفة بالواو على الجملة الاسمية «له ما في السموات» وتعرب إعرابها.
(وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) : الواو عاطفة. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. العلي العظيم : خبرا «هو» مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة.
** (كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة .. وفيه حذف الموصوف «الرسل» لأن المعنى وإلى الرسل الذين ..
** (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخامسة .. المعنى : يكدن «أي السموات» يتفطرن أي يتشققن من علو شأن الله وعظمته يدل عليه مجيؤه بعد «العلي العظيم» في الآية الكريمة السابقة وقيل : من دعائهم ـ أي دعاء الكافرين ـ له ولدا كقوله تعالى : «تكاد السموات ينفطرن منه» وذكر الفعل وجمع جمع مذكر سالما في «يسبحون» وهو عائد على «الملائكة» كما ذكر الضمير العائد إليهم في «ربهم» وذلك على معنى «الملائكة» لا اللفظ.
** (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة .. و «أم القرى» هي مكة .. أي لتخوف أهل أم القرى فحذف المضاف وهو «أهل» وحل المضاف إليه «أم القرى» محله مثل قوله : «واسأل القرية» بمعنى : واسأل أهل القرية .. وسميت مكة المكرمة «أم القرى» لأنها البقعة المقدسة وهي كالأم وبقية القرى تابعون لها كأولادها .. وجاء التقدير أهل أم القرى بدليل قوله : فريق في الجنة وفريق في السعير .. ومن المعلوم أن القرآن الكريم .. ذكرها بأسماء ثلاثة : هي مكة .. وبكة .. وأم القرى. قال الأصمعي : إنها مأخوذة أي «مكة» من تمكك الرجل العظم بمعنى : أخرج مخه لأنها تمك ـ أي تخرج ـ الفاجر عنها .. أما «بكة» فمعناها : جاء أو سميت كذلك لأن الناس يبك بعضهم بعضا فيها : أي يتدافعون ويتزاحمون .. ومن ذلك قول الشاعر :
إذا الشريب أخذته أكه |
|
فخله حتى يبك بكه |
يقال : بك ـ يبك ـ بكا .. من باب «رد» بمعنى : زحم والمصدر «البك» بمعنى : الدق .. ومنه القول : بك عنقه : أي دقها. وقال الجوهري : سميت مكة ببكة لازدحام الناس .. وقيل : سميت بذلك لأنها كانت تبك أعناق الجبابرة .. وتطلق لفظة «بكة» على البقعة المقدسة وقيل : هي اسم بطن مكة .. وقال الفيومي : مكة التي شرفها الله تعالى قيل فيها :