نبز ولا تنقيص بل هو محض تعريف مع رضا المسمى به والأعمش هو الذي تعمش عينه : أي يسيل دمعها في أكثر الأوقات مع ضعف البصر فالرجل أعمش والمرأة عمشاء .. أما «الأخفش» فهو أيضا من فيه ضعف بصر في عينيه مع صغرهما وتكون هذه الحالة خلقة وهي علة لازمة وصاحبها يبصر بالليل أكثر من النهار وهو من «خفش ـ يخفش ـ خفشا» وهو مثل «عمش» من باب «تعب» أيضا فهو أخفش وهي خفشاء. ويقال : لقب فلانا بكذا : بمعنى : جعله لقبا له وتلقب بكذا : صار له لقبا. واللقب : هو اسم يسمى به الإنسان سوى اسمه الأول ويشعر بمدح أو ذم باعتبار معناه الأصلي وهناك أسماء أيضا مثل «الأخطل» وهو الطويل الأذنين المسترخيهما .. و «الأصمعي» مشتق من «الأصمع» وهو صغر في الأذنين كما يطلق على السيف القاطع. وأبو العتاهية أي أبو الجنون .. و «الحطيئة» وهو القصير صاحب الوجه القبيح .. و «المقفع» وهو صاحب الرأس المنكس باستمرار .. قالت العرب : الكنى منبهة والأسامي منقصة .. و «الكنى» جمع «كنية» و «الأسامي» جمع «اسم» ومنبهة بمعنى : منوهة أي مادحة ومعظمة. و «الكنية» : اسم يطلق على الشخص للتعظيم نحو أبي الحسن .. أو علامة له وهي أيضا الاسم العلم المصدر بألفاظ : الأب .. الابن .. الأم .. البنت. يقال : كناه واكناه أبا محمد يكنيه تكنية : بمعنى : سماه .. ومصدر «اكناه» هو «إكناء» روي عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من حق المؤمن على أخيه أن يسميه بأحب أسمائه إليه» ولهذا كانت التكنية من السنة والأدب الحسن. وقال عمر ـ رضي الله عنه ـ : أشيعوا الكنى فإنها منبهة». أي معرفة أو إشعار بصاحبها وتعظيم له. وقد لقب «أبو بكر» بالعتيق : أي الكريم .. وبالصديق : أي الكثير الصدق ـ فعيل بمعنى فاعل .. من صيغ المبالغة ـ ولقب «عمر» بالفاروق : أي الذي يفرق أو يفصل بين الأمور .. ولقب «حمزة» بأسد الله : أي جمع بين الدين والشجاعة. ولقب «خالد» بسيف الله : أي جمع بين الدين والقتال .. بمعنى : انتفع بهما في الدين كما انتفع بهما في الشجاعة والقتال. وقل من المشاهير في الجاهلية والإسلام من ليس له لقب .. ولم تزل هذه الألقاب الحسنة في الأمم كلها من العرب وغيرهم تجري في مخاطبتهم ومكاتباتهم. وليس طريق التعظيم باللقب كطريق التعظيم بالكنية لأن التعظيم باللقب إنما هو بمعنى اللفظ كما تقول : زين العابدين .. وسيف الدولة .. أما التعظيم بالكنية فإنه بواسطتها بعدم التصريح باسم لا بمعنى الكنية .. أما إذا اجتمع الاسم مع اللقب فالأفصح تقديم الاسم وتأخير اللقب .. أما «الكناية» فهي أن يتكلم بشيء يستدل به عن المكني عنه .. أي ذكره ليدل به على غيره أو تكلم بالشيء وهو يريد غيره. فقولنا : فلان كثير الرماد : هو كناية عن كرمه.
** (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثانية عشرة. وفي هذا الاستفهام أسلوب فيه تصوير لما يناله المغتاب من عرض المغتاب على أفظع وجه وأفحشه وأشنع صورة .. قال الزمخشري : في القول الكريم مبالغات شتى .. منها الاستفهام الذي معناه التقرير .. ومنها جعل ما هو في الغاية من الكراهة موصولا بالمحبة .. ومنها إسناد الفعل إلى أحدكم والإشعار بأن أحدا من الأحدين لا يحب ذلك .. ومنها إن لم يقتصر على تمثيل الاغتياب بأكل لحم الانسان حتى جعل الإنسان أخا .. ومنها إن لم يقتصر على أكل لحم الأخ حتى جعل ميتا. وماضي «يغتب» هو اغتاب .. يقال : غابه واغتابه غيبا واغتيابا والاسم منه «الغيبة» بكسر الغين.