(فِي كِتابِ اللهِ) أى فى اللوح المحفوظ. (أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) رجب ، وذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، وكان القتال محرما فيهن فى بداية الأمر. (ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) الحساب الصحيح.
(فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَ) أى فى الاثنى عشر شهرا (أَنْفُسَكُمْ) بتحريم حلالها ، وتحليل حرامها.
٣٧ ـ (إِنَّمَا النَّسِيءُ) وهو التأخير. وكانت العرب قد تمسكت من ملة إبراهيم بتحريم الأشهر الأربعة ، فإذا احتاجوا إلى تحليل المحرم للحرب أخروا تحريمه إلى صفر ، ثم يحتاجون إلى صفر كذلك ، حتى يتدافع التحريم إلى الشهور كلها ، فيستدبر التحريم على السنة كلها. فكأنهم يستنسئون الحرام ويستقرضونه. فأعلم الله أن ذلك زيادة فى كفرهم (لِيُواطِؤُا) أى ليوافقوا (عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ) ولا يخرجون من تحريم الأربعة الأشهر (١).
٤٠ ـ (إِلَّا تَنْصُرُوهُ) بالنفر معه. (ثانِيَ اثْنَيْنِ) أى فقد نصره الله أحد اثنين ، أى نصره منفردا إلا من أبى بكر (٢). (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ) وهو السكون والطمأنينة عليه. قال على وابن عباس : على أبى بكر. وقال مقاتل : على رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٣).
(وَأَيَّدَهُ) أى قواه ، يعنى رسول الله صلىاللهعليهوسلم. (بِجُنُودٍ) وهم الملائكة يوم بدر والأحزاب وقيل : حين كان فى الغار ، صرفت الملائكة وجوه الطلب (٤).
__________________
(١) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٣٦) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (١٨٦) ، وتفسير الطبرى (١٠ / ٩٢) ، وزاد المسير (٣ / ٤٣٥) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٣٦) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٥٦) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٢٣٦).
(٢) انظر : تفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٣٨) ، وزاد المسير (٣ / ٤٣٩) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٤٣).
(٣) انظر : تفسير الطبرى (١٠ / ١٩٦) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ١٣٩) ، وزاد المسير (٣ / ٤٤٠) ، وتفسير القرطبى (٨ / ١٤٨) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٣٥٨) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ٢٤٥).
(٤) انظر : زاد المسير (٣ / ٤٤١).