لتؤمنن أو ليقعن عليكم. (وَظَنُّوا) تيقنوا.
١٧٢ ـ (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ) لما هبط آدم أخرج الله من ظهره جميع ذريته كالذر فنشرهم بين يديه قبلا وقال : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) والمعنى : وإذ أخذ ربك من ظهور بنى آدم وأشهدهم على أنفسهم بإقرارهم (أَنْ تَقُولُوا)(١) لئلا يقولوا : إنا كنا عن هذا الميثاق (٢).
فإن قال قائل : فما فينا من يذكر ذلك اليوم ، فالجواب : أن الله تعالى أخبرنا بما جرى على لسان الصادق ، فقام مقام الذكر فصح الاحتجاج.
١٧٣ ـ (وَكُنَّا ذُرِّيَّةً) أى اتبعنا الآباء.
١٧٥ ـ (الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا) وهو «بلعم» أوتى الاسم الأعظم (فَانْسَلَخَ) أى خرج من العمل بها ، (فَأَتْبَعَهُ) أى أدركه (٣). (مِنَ الْغاوِينَ) يعنى الضالين.
١٧٦ ـ (وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ) منزلة هذا الإنسان. (أَخْلَدَ) ركن (إِلَى الْأَرْضِ) يعنى الدنيا.
(إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ) المعنى : إن زجرت هذا الكافر ، يعنى بالموعظة ـ لم ينزجر ، وإن تركته لم يهتد ، كحالتى الكلب ، فى لهثه. وكان «بلعم» قد زجر عن الدعاء على موسى وقومه فى المنام وعلى لسان أتانه فلم ينزجر (٤).
١٧٧ ـ (ساءَ مَثَلاً الْقَوْمُ) أى ساء مثل القوم ، فحذف المضاف (٥).
__________________
(١) انظر : السبعة لابن مجاهد (١٩٨) ، والكشف عن وجوه القراآت السبع (١ / ٤٨٣) ، وزاد المسير (٣ / ٢٨٥) ، والبحر المحيط لأبى حيان (٤ / ٤٢١).
(٢) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٤٣١) ، وتفسير الطبرى (٩ / ٧٥ ـ ٨١) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ٦٩) ، وزاد المسير (٣ / ٢٨٣ ـ ٢٨٥) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٢٦١ ـ ٢٦٤).
(٣) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٤٣٤) ، وتفسير الطبرى (٩ / ٩٢) ، وتفسير القرآن للماوردى (٢ / ٧٠) ، وزاد المسير (٣ / ٢٨٧) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣١٩) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٢٦٤) ، والدر المنثور للسيوطى (٣ / ١٤٥).
(٤) انظر : معانى القرآن للزجاج (٢ / ٤٣٢) ، وتفسير الطبرى (٩ / ٨٨) ، وزاد المسير (٣ / ٢٩٠) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٢٢).
(٥) انظر : مشكل إعراب القرآن لمكى (١ / ٣٣٥) ، ومعانى القرآن للأخفش (٢ / ٣١٥) ،