النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً) [الأحزاب : ١٣].
(طائِفَةٌ مِنْهُمْ) ابن أبي وأصحابه ، أو أوس بن قيظى ، أو من بني سليم.
(يَثْرِبَ) المدينة ويثرب من المدينة ، أو المدينة في ناحية من يثرب قال الرسول صلىاللهعليهوسلم : «من قال للمدينة يثرب فليستغفر الله هي طابة ثلاث مرات» (١).
(لا مُقامَ لَكُمْ) على دين محمد فارجعوا إلى دين مشركي العرب ، أو لا مقام لكم على القتال فارجعوا إلى طلب الأمان ، أو لا مقام لكم في أماكنكم فارجعوا إلى مساكنكم. والمقام بالفتح الثبات على الأمر وبالضم الثبات على المكان ، أو بالفتح النزل وبالضم الإقامة.
(عَوْرَةٌ) قاصية من المدينة نخاف على عورة النساء والصبيان من السبي ، أو خالية ليس فيها إلا العورة من النساء من قولهم أعور الفارس إذا كان فيه موضع خلل للضرب ، أو مكشوفة الحيطان نخاف عليها السّرق والطلب. أعور المنزل إذا ذهب ستره وسقط جداره ، وكل ما كره كشفه فهو عورة.
(وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْها وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلَّا يَسِيراً) [الأحزاب : ١٤].
(وَلَوْ دُخِلَتْ) المدينة على المنافقين من نواحيها. (الْفِتْنَةَ) القتال في المعصية ، أو الشرك. (وَما تَلَبَّثُوا) بالإجابة إلى الفتنة ، أو بالمدينة. (إِلَّا يَسِيراً) حتى يعذبوا.
(وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ وَكانَ عَهْدُ اللهِ مَسْؤُلاً) [الأحزاب : ١٥].
(عاهَدُوا) قبل الخندق وبعد بدر ، أو قبل نظرهم إلى الأحزاب ، أو قبل قولهم : يا أهل يثرب.
(قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً) [الأحزاب : ١٧].
(سُوءاً) هزيمة والرحمة النصر ، أو عذابا والرحمة الخير ، أو قتلا والرحمة التوبة.
(قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً) [الأحزاب : ١٨].
(الْمُعَوِّقِينَ) المثبطين : ابن أبي وأصحابه.
(وَالْقائِلِينَ) المنافقون قالوا لإخوانهم ما محمد وأصحابه إلا أكلة رأس ، وهو هالك
__________________
(١) أخرجه أحمد (٤ / ٢٨٥ ، رقم ١٨٥٤٢). قال الهيثمى (٣ / ٣٠٠) : رجاله ثقات.